فهجرته ، إلى آخر ما ذكرناه ، مع وجوده في أكثر تلك الكتب .
حتّى أنّ الواقدي ذكر في كتابه صريحاً : أنّ فاطمة عليهاالسلام لمّا حضرتها الوفاة أوصت عليّاً عليهالسلام أن لا يصلّي عليها أبو بكر وعمر ، فعمل بوصيّتها(١) .
وفي رواية أبي إسحاق الثقفي ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس : أنّ فاطمة عليهاالسلام أوصت أن لا يعلم إذا ماتت أبو بكر ولا عمر ، ولا يصلّيا عليها . قال : فدفنها عليٌّ عليهالسلام ليلاً ولم يُعلمهما بذلك(٢) .
وقال ابن عبد البرّ في الاستيعاب عند نقل أحوال فاطمة عليهاالسلام : وكانت أشارت على زوجها أن يدفنها ليلاً(٣) .
وسيأتي ما يؤكّد صحّة وصيّتها بذلك .
والظاهر أنّها أرسلت أوّلاً إلى أبي بكر كما في البخاري وغيره ، ثمّ إنّها أتت بنفسها وادّعته بحقّها كما في بعض روايات مسلم(٤) ؛ لما في روايات أهل البيت عليهمالسلام وغيرهم من التصريح بذلك .
فقد روى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، وصاحب كشف الغمّة ، وغيرهما ما مضمونه : أنّ أبا بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري روى في كتاب السقيفة مكالمة فاطمة عليهاالسلام مع أبي بكر في هذه الدعوى بنحو ما سنذكره بأسانيد :
____________________
١٨ / ٥٦ ، مسند أبي عوانة ٤ : ٢٥٣ / ٦٦٨٢ ، الطبقات لابن سعد ٢ : ٣١٥ ، المنتقى لابن الجارود : ٤٠٥ / ١٠٩٨ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ٨ : ٢٠٥ / ٦٥٧٣ ، جامع الأحاديث للسيوطي ١٣ : ٨٧ / ٣٠٩ ، و١٨ : ٢١٧ / ١٢٠٩٤ .
(١) سنن البيهقي ٦ : ٣٠٠ ، ونقله عنه ابن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ٤١١ ـ ٤١٢ ، بحار الأنوار ٤٣ : ١٨٢ / ١٦ .
(٢) نقله عنه ابن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ٤١٢ ، بحار الأنوار ٤٣ : ١٨٢ / ١٦ .
(٣) الاستيعاب ٤ : ١٨٩٨ .
(٤) صحيح مسلم ٣ : ١٣٨١ / ٥٤ .