الحسين عليهالسلام قال : إنّ أبا بكر كان يكره أن يغيّر شيئاً فعله النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فأتته فاطمة عليهاالسلام فقالت : «إنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أعطاني فدك» ، فقال لها : هل لك على هذا بيّنة؟ فجاءت بعليّ عليهالسلام فشهد لها ، ثمّ جاءت أُمّ أيمن فقالت : ألستما ـ تعني : أبا بكر وعمر ـ تشهدان أنّي من أهل الجنّة! قالا : بلى ، فقالت : فأنا أشهد أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أعطاها فدك ، فقال أبو بكر : فرجل آخر أو امرأة أُخرى(١) ، الخبر .
وفي رواية أُخرى للجوهري عن أُمّ هاني : أنّ فاطمة عليهاالسلام قالت لأبي بكر في مكالمتها : «وعمدتَ إلى ما أنزل اللّه من السماء فدفعته عنّا»(٢) ، تشير عليهاالسلام إلى قوله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ)(٣) .
وروى الجوهري أيضاً ، عن هشام بن محمّد ، عن أبيه ، قال : قالت فاطمة عليهاالسلام لأبي بكر : «إنّ أُمّ أيمن تشهد لي أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أعطاني فدك» ، فقال لها : يا ابنة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، واللّه ما خلق اللّه خلقاً أحبّ إلَيَّ من رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أبيك ـ الخبر ، إلى أن قال ـ : إنّ هذا المال لم يكن للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، إنّما كان مالاً من أموال المسلمين يحمل النبيّ صلىاللهعليهوآله به الرجال ، وينفقه في سبيل اللّه ، فلمّا توفّي رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وليته كما كان يليه ، قالت : «واللّه ، لا كلّمتك أبداً!» ، قال : واللّه ، لا هجرتك أبداً ، قالت : «واللّه ، لأدعونّ اللّه عليك» ، قال : واللّه ، لأدعونّ اللّه لك ، فلمّا حضرتها الوفاة أوصت أن لا يصلّيَ عليها ، فدفنت ليلاً(٤) ، الخبر.
____________________
(١) السقيفة وفدك : ١١٦ ، وعنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٦ : ٢١٩ ـ ٢٢٠ .
(٢) السقيفة وفدك : ١١٦ ، وعنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٦ : ٢٣٢ .
(٣) سورة الإسراء ١٧ : ٢٦ .
(٤) السقيفة وفدك : ١٠١ ـ ١٠٢ ، وعنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٦ : ٢١٤ .