بالباب يريدان أن يُسلّما عليك ، وقد كان منهما ما قد رأيت ، وقد سألاني أن أستأذن لهما عليك» .
فقالت : «واللّه ، لا آذن لهما ولا أُكلّمهما كلمة من رأسي حتّى ألقى أبي فأشكوهما إليه بما صنعاه وارتكباه منّي» .
فقال عليّ عليهالسلام : «فإنّي ضمنت لهما ذلك» .
فقالت : إن كنت قد ضمنت لهما شيئاً فالبيت بيتك ، والحرّة زوجتك والنساء تتبع الرجال لا اُخالف عليك بشيء فَأْذَنْ لمن أحببت» ، فأدخلهما عليها ، فلمّا دخلا وسلّما عليها ، حوّلت وجهها إلى الحائط ولم تردّ عليهما السلام ، فقعدا ، وقال أبو بكر : يا بنت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وحبيبته ، إنّا أتيناك ابتغاء مرضاتك واجتناب سخطك ، نسألك أن تصفحي عمّا كان منّا ، فإنّا قد جئناك معتذرين(١) .
وفي رواية ابن قُتيبة : أنّ أبا بكر قال : واللّه إنّ قرابة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أحبّ إلَيَّ أن أصِلَ من قرابتي ، وإنّك لأحبّ إلَيَّ من عائشة بنتي ، وأعرف فضلك وشرفك إلاّ أنّي سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يقول : «لا نورّث ، ما تركناه صدقة»(٢) . هذا في رواية القتيبي ، وفي المناقب : فالتفتت إلى عليّ عليهالسلام وقالت : «إنّي لا اُكلّمهما من رأسي كلمة حتّى أُنشدهما عن شيء سمعاه من رسول اللّه صلىاللهعليهوآله فإن صدّقاني رأيت رأيي» ، فقالا : اللّهمّ ذلك لها ، قالوا ـ أي الرواة كلّهم ـ : فقالت : «نشدتكما باللّه هل سمعتما رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يقول : فاطمة بَضعة منّي فمن آذاها فقد آذاني؟»(٣) .
____________________
(١) انظر : الإمامة والسياسة ١ : ٣١ ، وكتاب سُليم بن قيس ٢ : ٨٦٩ ، وعلل الشرائع : ١٨٧ / ٢ باب ١٤٩ ضمن الحديث .
(٢) الإمامة والسياسة ١ : ٣١ .
(٣) علل الشرائع ١٨٥ / ٢ ضمن الحديث ص ١٨٧ .