جهل فليفارق ابنتي وليفعل ما يريد»(١) .
ومرّةً عن المِسور بن مَخْرمة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال على المنبر هكذا : «إنّ بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن يُنكحوا ابنتهم عليّ بن أبي طالب ، فلا آذن لهم ثمّ لا آذن لهم إلاّ أن يحبّ عليّ أن يطلّق ابنتي وينكح ابنتهم ، فإنّها بضعة منّي يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها»(٢) .
وفي بعض نُسخ هذه الرواية : «وإنّي لست اُحرّم حلالاً ولا اُحلّ حراماً ، ولكن لا تجتمع بنتُ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وبنت عدوّ اللّه عند رجل أبداً»(٣) .
وقد ذكر الذهبي وغيره صريحاً : أنّ أبا هريرة والمِسور كانا من أصحاب معاوية في خلافته ، حتّى صار المسور يدعو لمعاوية ، وكان له صحبة مع مروان وابن الزبير أيضاً(٤) . وسيأتي بيان كون أبي هريرة من الكذّابين المشهورين .
وأصل هذه الحكاية هو ما نقله أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام في حديث له طويل ، وهذا كلامه في هذه الحكاية ، قال عليهالسلام : «جاء شقيّ من الأشقياء إلى فاطمة عليهاالسلام ، فقال لها : أما علمت أنّ عليّاً قد خطب بنت أبي جهل ، فقالت : حقّاً ما تقول؟ فقال : حقّاً ما أقول ـ ثلاث مرّات ـ ، فاشتدّ غمّ فاطمة عليهاالسلام من ذلك وبقيت متفكّرة هي ، حتّى أمست وجاء الليل ، فحملت الحسن على عاتقها الأيمن ، والحسين على الأيسر ،
____________________
(١) الأربعين للشيرازي : ٢٩٥ ، خلاصة عبقات الأنوار ٣ : ٢٥٤ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٤ : ٦٤ .
(٢) صحيح مسلم ٤ : ١٩٠٢ / ٢٤٤٩ ، صحيح البخاري ٧ : ٤٧ .
(٣) صحيح مسلم ٤ : ١٩٠٣ قطعة من حديث ٢٤٤٩ ، مسند أحمد ٥ : ٤٢٨ / ١٨٤٣٤ .
(٤) انظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٤ : ٦٣ و٦٧ ، تاريخ الإسلام (حوادث ٤١ ـ ٦٠) : ٣٥٦ ، و(حوادث ٦١ ـ ٨٠) : ٣٤٥ .