حيث كونها من جملة أهل الصدقة ، كما مرّ بيان وروده عليه ، وإن كان لدعواها كون ذلك نحلةً لها ، فكيف جاز تصديقها ولم يجز تصديق فاطمة عليهاالسلام ؟ ! مع أنّ دفن النبيّ صلىاللهعليهوآله فيه علامة كونها باقية على ملكه ، لاسيّما مع ملاحظة قوله صلىاللهعليهوآله : «ادفنوني في بيتي» ، كما رواه عنه صلىاللهعليهوآله جماعة من المخالف والمؤالف(١) .
وقوله صلىاللهعليهوآله : «إذا غسّلتموني وكفّنتموني فضعوني على سريري في بيتي هذا ، على شفير قبري» الخبر ، ذكره جمع ، منهم : الطبري في تاريخه(٢) .
وقوله صلىاللهعليهوآله : «ما بين بيتي(٣) ومنبري روضة من رياض الجنّة» ، ذكره الحميديّ في الجمع بين الصحيحين في الحديث الخامس من المتّفق عليه من مسند عبد اللّه بن زيد(٤) (٥) .
والخبر موجود في صحيح مسلم في المجلّد الثاني(٦) .
ولا ينافي ذلك إطلاق بيت عائشة عرفاً ؛ لكونه من باب التجوّز
____________________
(١) انظر : الكافي ١ : ٣٧٥ / ٣٦ (باب مولد النبيّ صلىاللهعليهوآله ) ، والطرف : ٢٠٣ و٢٠٥ ، والسيرة لابن هشام ٤ : ٣١٤ ، والسيرة لابن كثير ٤ : ٥٣٢ ، والطبقات لابن سعد ٢ : ٢٩٢ ـ ٢٩٣ .
(٢) تاريخ الطبري ٣ : ١٩٢ ، الطبقات لابن سعد ٢ : ٢٥٧ ، الطرائف ١ : ٤٠٨ / ٣٧٥ .
(٣) في «م» : «قبري» بدل «بيتي» .
(٤) هو عبد اللّه بن زيد بن عاصم بن كعب ، يكنّى أبا محمّد ، من فضلاء الصحابة ، يُعرف بابن أُمّ عُمّارة ، شهد اُحداً وغيرها ، وهو الذي قتل مسيلمة الكذّاب .
مات سنه ٦٣ هـ .
انظر : اُسد الغابة ٣ : ١٤٦ / ٢٩٥٦ ، الاستيعاب ٣ : ٩١٣ / ١٥٤٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢ : ٣٧٧ / ٨٠ ، وتهذيب التهذيب ٥ : ١٩٦ / ٣٨٦ .
(٥) الجمع بين الصحيحين ١ : ٤٨٧ / ٧٧٩ ، وأيضاً في ٣ : ٩٥ / ٢٢٨٤ عن مسند أبي هريرة .
(٦) صحيح مسلم ٢ : ١٠١٠ / ١٣٩٠ ، و١٠١١ / ١٣٩١ .