فروى غير واحد منهم عن بشر بن الوليد(١) ، والواقديّ ، وبشر بن عتاب في أحاديث يرفعونها إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله : أنّه لمّا افتتح خيبر اصطفى لنفسه قرىً من قرى اليهود ، فنزل عليه جبرئيل عليهالسلام بهذه الآية (وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ)(٢) ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «ومن ذو القربى ؟ وما حقّه ؟» .
قال : فاطمة عليهاالسلام تدفع إليها فدك ، فدفع إليها فدك ، ثمّ أعطاها العوالي بعد ذلك ، فلمّا بويع أبو بكر منعها منها ، فكلّمته في ردّها عليها وقالت : «إنّها لي وإنّ أبي دفعها إلَيَّ» ، فقال أبو بكر : فلا أمنعك ما دفع إليكِ أبوكِ ، فأراد أن يكتب لها كتاباً فاستوقفه عمر وقال : إنّها امرأة ، فاطلب منها البيّنة على دعواها ، فجاءت بأُمّ أيمن وأسماء بنت عميس مع عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فشهدوا لها ، فكتب لها ، فأتاها عمر ، فأخذ الصحيفة فمحاها ، وقال : إنّ فاطمة امرأة وعليّاً عليهالسلام زوجها وهو جارٌّ إلى نفسه ، ولا يكون الحكم بشهادة امرأتين دون رجل معهما ، فأعلمها أبو بكر ، فحلفت باللّه الذي لا إله إلاّ هو إنّهم ما شهدوا إلاّ بالحقّ ، فقال أبو بكر : فلعلّ أن تكوني صادقة ، ولكن احضري شاهداً لا يجرّ إلى نفسه . فانصرفت فاطمة عليهاالسلام صارخة .
ثمّ ذكروا الكلام في وجد فاطمة عليهاالسلام بما مرّ إلى دفنها ليلاً ، ثمّ قال :
____________________
(١) في النسخ : البشر بن الوليد ، وفي الطرائف : بشير بن الوليد ، والصحيح هو بشر ابن الوليد بن خالد ، يكنّى أبا الوليد الكندي الحنفي ، قاضي العراق ، سمع من عبد الرحمن بن الغسيل ، وحمّاد بن زيد ، وحشرج بن نُباتة ، وآخرين ، وحدّث عنه : الحسن بن علوية ، وموسى بن هارون ، وأبو يعلى الموصلي وآخرون .
مات سنة ٢٣٨ هـ .
انظر : تاريخ بغداد ٧ : ٨٠ / ٣٥١٨ ، سير أعلام النبلاء ١٠ : ٦٧٣ / ٢٤٩ ، شذرات الذهب ٢ : ٨٩ .
(٢) سورة الإسراء ١٧ : ٢٦ .