يعطيها(١) ، فافهم .
ومنها : أنّه قال ـ على ما تقدّم في رواية الجوهري عن هشام بن محمّد ، عن أبيه لمّا ادّعت فاطمة عليهاالسلام أنّ أُمّ أيمن تشهد بأنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أعطاها فدك ـ : يا ابنةَ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، إنّ هذا المال لم يكن للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، إنّما كان مالاً من أموال المسلمين يحمل النبيّ صلىاللهعليهوآله به الرجال وينفقه في سبيل اللّه ، فلمّا توفّي ولّيته كما كان يليه(٢) ، الخبر .
وقد قال ـ فيما تقدّم أيضاً من رواية الجوهري ، الأُخرى حين ادّعت فاطمة عليهاالسلام : «أنّ فدك وهبها النبيّ صلىاللهعليهوآله لها» ، وشهد على ذلك عليّ عليهالسلام ، وأُمّ أيمن ، ثمّ شهد عمر وعبد الرحمان أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان يقسّمها ـ : صدقت يا بنت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وصدق عليّ ، و[صدقت](٣) أُمّ أيمن ، وصدق عمر وعبد الرحمان جميعاً ، وذلك أنّ مالك لأبيك ، كان النبيّ صلىاللهعليهوآله يأخذ قوتكم من فدك ويقسّم الباقي(٤) ، الخبر .
وتناقض مفادهما واضح ، على أنّ الجوهري روى صريحاً في كتابه بإسناد له عن الزهري أنّه قال : بقيت بقيّةٌ من أهل خيبر تحصّنوا ، فسألوا النبيّ صلىاللهعليهوآله أن يحقن دماءهم ويسيّرهم ، ففعل ذلك ، فسمع بذلك أهل فدك فنزلوا على مثل ذلك ، فكانت للنبيّ صلىاللهعليهوآله خاصّة ؛ لأنّه لم يوجف عليها بخيلٍ ولا ركاب(٥) .
ولا يخفى صراحته وصراحة أمثاله بكونها ملكاً للنبيّ صلىاللهعليهوآله بدون
____________________
(١) انظر : مصادر هامش ١ في ص ٣٩٢ .
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٦ : ٢١٤ .
(٣) الزيادة من المصدر .
(٤) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٦ : ٢١٦ .
(٥) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٦ : ٢١٠ .