فدكٍ ، والنفس مظانّها في غدٍ جدث(١) تنقطع في ظلمته آثارها وتغيب أخبارها»(٢) الخبر .
ولا يخفى صراحته أيضاً في كون فاطمة عليهاالسلام صاحبة اليد ، وأنّها تدّعي يوم القيامة عند اللّه .
وقد روى جمع ، منهم : محمّد بن بابويه في كتاب العلل عن الصادق عليهالسلام أنّه قيل له : لأيّ علّة ترك عليّ عليهالسلام فدك لمّا ولي الناس؟ قال : «للاقتداء برسول اللّه صلىاللهعليهوآله لمّا فتح مكّة وقد باع عقيل بن أبي طالب داره ، فقيل له : يا رسول اللّه ، ألا ترجع إلى دارك؟ فقال : هل ترك عقيل لنا داراً ، إنّا أهل بيت لا نسترجع شيئاً أُخذ منّا ظلماً ، ولذلك لم يسترجع عليّ عليهالسلام فدك لمّا ولي»(٣) .
وكذا رووا عن موسى بن جعفر عليهماالسلام أيضاً أنّه قيل له : لِمَ لَمْ يسترجع عليّ عليهالسلام فدك لمّا ولي الناس؟ فقال : «لأنّا أهل بيت لا يأخذ لنا حقوقنا ممّن ظلمنا إلاّ اللّه تعالى ، ونحن أولياء المؤمنين نحكم لهم ونأخذ حقوقهم ممّن ظلمهم»(٤) .
وفي كشف الغمّة عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد اللّه عليهالسلام : لِمَ
____________________
(١) جاء في هامش «ن» : المظانّ : جمع مظنّة وهي موضع الشيء . والجدث : القبر . قال ابن أبي الحديد : أي إنّما كانت في أيدينا فدك فبخلت عليها نفوس قوم ، وسامحت وأغضت نفوس آخرين . قال : وليس يعني هـاهنا بالسخاء إلاّ هذا ، لا السخاء الحقيقي ؛ لأنّهم لم يسمحوا بفدك إلاّ غصباً وقهراً ، ولهذا قال : «ونعم الحكم اللّه» لأنّه كلامُ شاكٍ متظلّم . انتهى . منه عفى اللّه عنه .
انظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٦ : ٢٠٨ .
(٢) نهج البلاغة ٤١٦ ، الكتاب ٤٥ ، بحار الأنوار ٣٣ : ٤٧٣ / ٢٨٦ و٢٩: ٦٢٢ / ٣٣ .
(٣) علل الشرائع : : ١٥٥ / ٢ باب ١٢٤ ، الطرائف ١ : ٣٦٣ / ٣٤٩ بتفاوت فيهما .
(٤) علل الشرائع : ١٥٥ / ٣ باب ١٢٤ ، الطرائف ١ : ٣٦٣ / ٣٤٩ .