فانظر كيف تحفظني فيه ، فكن له كما كنت له(١) .
وفي رواية الواقدي ، ثمّ قال عبد المطّلب : وقد روّينا في الأخبار أنّه سيظهر من تهامة نبيّ كريم ، وروي فيه علامات قد وجدتها فيه ، فأكرم مثواه ، واحفظه من اليهود ، فإنّهم أعداؤه(٢) ، قالوا : فقال أبو طالب : يا أبه ، لا توصني بمحمّد صلىاللهعليهوآله فإنّه ابني وابن أخي(٣) .
قال بعضهم : وأنشأ عبد المطّلب رضىاللهعنه يقول شعراً :
اُوصيك يا عبدمنافٍ بعدي |
|
بموحّدٍ بعد أبيه فرد |
وقال :
وصّيت من كنّيته بطالب |
|
عبد منافٍ وهو ذو تجارب |
بابن الحبيب أكرم الأقارب |
|
بابن الذي قد غاب غير آئب(٤) |
قال الأوزاعي وغيره : فتمثّل أبو طالب وكان قد سمع من الراهب وصف النبيّ صلىاللهعليهوآله ـ كما سيأتي ـ فقال :
(٥)(لا توصني بلازم وواجب |
|
إنّي سمعت أعجب العجائب |
من كلّ حبر عالم وكاتب |
|
بانَ بحمد اللّه قول الراهب(٦) |
قالوا جميعاً : إنّه لمّا توفّي عبد المطّلب فأمسكه أبو طالب رحمهالله في حجره وقام بأمره ، وكان يؤثره بالنفقة والكسوة على نفسه وعلى جميع أهله ، وكانت زوجته فاطمة بنت أسد أُمّ عليّ عليهالسلام تخدمه بنفسها ، وكانت
____________________
(١) الخرائج والجرائح ١ : ١٣٨ / ٢٢٥ ، بحار الأنوار ١٧ : ٣٦٣ / ١ بتفاوت فيهما .
(٢) بحار الأنوار ٣٥ : ١٢٩ ، إيمان أبي طالب : ٣٢٤ ـ ٣٢٥ .
(٣) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ١ : ٦٣ .
(٤) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ١ : ٦٢ ، الدرّ النظيم : ٢١١ . (٥) من هنا إلى قوله «يشكونك» في ص ٤٢١ لم يرد في «س» .
(٦) انظر : مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ١ : ٦٢ ـ ٦٣ ، الدرّ النظيم : ٢١١ .