إليهم ، ولا يبايعوهم أو يسلّموا إليهم رسول اللّه ، وختم عليها أربعون خاتماً وعلّقوها في جوف الكعبة ـ وفي رواية : عند زمعة بن الأسود ـ فجمع أبو طالب بني هاشم وبني عبد المطّلب في شعبه ، وكانوا أربعين رجلاً مؤمنهم وكافرهم ما خلا أبا لهب وأبا سفيان ـ أي ابن الحارث بن عبد المطّلب ـ فإنّهما ظاهراهم عليه ـ وفي رواية : ما خلا أبا لهب ، وليس غيره مذكوراً (١) ـ فحلف أبو طالب رضىاللهعنه لئن شاكت محمّداً صلىاللهعليهوآله شوكة لآتينّ عليكم يا بني هاشم ، وحصّن الشعب ، وكان يحرسه بالليل والنهار . وفي ذلك يقول :
ألم تعلموا أنّا وجدنا محمّداً |
|
نبيّاً كموسى خُطّ في أوّل الكتب |
أليس أبونا هاشم شدّ أزره |
|
وأوصى بنيه بالطِّعان وبالضرب |
وأنّ الذي علّقتم من كتابكم |
|
يكون لكم يوماً كراغية السقب(٢) |
أفيقوا أفيقوا قبل أن تُحفر الزُبى |
|
ويُصبح من لم يَجن ذنباً كذي الذنب(٣) |
وله أيضاً أبيات في تلك الأيّام أوّلها :
وقالوا خُطّة(٤) جوراً وحُمقاً |
|
وبعض القول أبلج مستقيم |
ليخرجَ هاشم فيصير منها |
|
بلاقع بطن مكّة والحَطيم |
____________________
(١) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ١ : ٩٥ .
(٢) كراغية السقب ، السقب : الولد الذكر من الناقة ، ولعلّه تمثيل لعدم انتفاعهم بتلك الصحيفة كما لا ينتفع برغاء السقب ، انظر : بحار الأنوار ٣٥ : ٩٦ ـ ٩٧ .
(٣) السيرة النبوية لابن هشام ١ : ٣٧٧ ـ ٣٧٩ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ : ٧٢ ، الدرّ النظيم : ٢٠٧ ـ ٢٠٨ ، شعر أبي طالب وأخباره : ٧٢ ـ ٧٣ ، وفيه : (ألصقتم في) بدل (علّقتم من) ، و(لكم كائن نحساً) بدل (يكون لكم يوماً) ، وانظر : مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ١ : ٩٥ ، إيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ٢٢١ .
(٤) الخطة ـ بالضم ـ : الأمر والقصّة . انظر : الصحاح ٣ : ١١٢٣ ـ مادة خطط ـ .