الصحابة ، منهم ابن عباس ، وخلاصة الرواية على ما ذكره عن ابن الأعرابي وغيره هكذا :
لمّا نزلت الآية ، قال عليّ عليهالسلام : «قال لي رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : يا عليّ ، قد أُمرتُ أن أنذر عشيرتي الأقربين ، فاصنع لي طعاماً واطبخ لي لحماً» ، قال عليّ عليهالسلام : «فصنعت طعاماً يكفي لإثنين أو ثلاثة ، فأخذ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله شظّة من اللحم فشظّاها بأسنانه وجعلها في الجفنة ، وأعددت عسّاً من لبن ، فأمرني فأخبرت القوم ودعوتهم فحضروا ، وهم أربعون رجلاً من بني هاشم وبني المطّلب ، فأكلوا ولم يستتمّوا نصف الطعام حتّى تضلّعوا ، ولعهدي بالواحد منهم يأكل مثل ذلك الطعام وحده ، ثمّ أتيت باللبن فشربوا حتّى تضلّعوا ، ولعهدي بالواحد منهم وحده يشرب مثل ذلك اللبن وما بلغوا نصف العسّ» ، قال : «فلمّا أراد النبيّ صلىاللهعليهوآله أن يتكلّم اعترضه أبو لهب ، فتكلّم بكلمات ، وقال : قوموا ، فقاموا وانصرفوا» .
قال : «فلمّا كان من الغد أمرني فصنعت مثل ذلك الطعام والشراب ، ودعوتهم فأقبلوا ودخلوا فأكلوا وشربوا ، فقام رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ليتكلّم فاعترضه أبو لهب [لعنه اللّه] ، فقال له أبو طالب رضىاللهعنه : اسكت يا أعور ، ما أنت وهذا؟ ثمّ قال : لا يقومنّ أحد ، قال : فجلسوا ، ثمّ قال للنبيّ صلىاللهعليهوآله : قم يا سيّدي ، فتكلّم بما تحبّ وبلّغ رسالة ربّك فإنّك الصادق المصدَّق(١) ، الخبر .
وقد ذكر مجمل قوله : اسكت يا أعور ، إلى آخره ، جمع من أهل اللغة أيضاً ، منهم : صاحب كتاب الفائق والأخفش وغيرهما(٢) .
____________________
(١) الطرائف ١ : ٤١٧ / ٣٨٥ ، الأربعين للشيرازي : ٤٨٨ ، بحار الأنوار ٣٥ : ١٤٤ ، بتفاوت فيها .
(٢) الفائق ٣ : ٣٧ ، الغريبين في القرآن والحديث للهروي ٤ : ١٣٤٢ ـ عور ـ ، النهاية لابن الأثير ٣ : ٣١٩ ، لسان العرب ٤ : ٦١٥ ، تاج العروس ٣ : ٤٢٨ .