والألف واحد ، والدال أربعة ، فذلك ثلاثة وستّون(١) .
والظاهر أنّ الحسين بن روح لم يقل ذلك إلاّ بعد سماعه من الإمام عليهالسلام ، لكن لا يبعد أنّه كان قد قال عند إيمانه هذه الكلمات أيضاً ، فصار ذلك وجهاً آخَر من وجوه ذكر كون إسلامه بحساب الجمل .
وروى شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، في خبر طويل أخذنا منه موضع الحاجة ، وهو : أنّه لمّا حضرت أبا طالب الوفاة دعا النبيّ صلىاللهعليهوآله فبكى وقال : يا محمّد ، إنّي أخرج من الدنيا وما لي غمّ إلاّ غمّك ـ إلى أن قال ـ : فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «يا عمّ ، إنّك تخاف علَيَّ أذى الأعادي ولا تخاف على نفسك عذاب ربّي ؟» ، فضحك أبو طالب رضىاللهعنه وقال : يا محمّد ، دعوتني وكنت قِدَماً أميناً وعقد بيده على ثلاث وستّين : عقد الخنصر والبنصر وعقد الإبهام على إصبعه الوسطى ، وأشار بإصبعه المسبّحة يقول : لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، فقام عليّ عليهالسلام وقال : «اللّه أكبر والذي بعثك بالحقّ نبيّاً لقد هدى اللّه عمّك بك» ـ إلى أن قال ـ : فلمّا مات أبو طالب رضىاللهعنه أنزل اللّه تعالى : (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ)(٢)(٣).
ولا يخفى أنّ هذا أيضاً معنىً آخَر ، ولكن لا ينافي صدور هذا الفعل أيضاً مع ما سبق ؛ حيث لا ضرر في تعدّد الأسباب القول بأنّه أسلم بحساب الجمل .
____________________
(١) كمال الدين : ٥١٩ / ٤٨ ، معاني الأخبار : ٢٨٦ .
(٢) سورة العنكبوت ٢٩ : ٥٦ .
(٣) بحار الأنوار ٣٥ : ٧٩ ، شرح الكافي للمازندراني ٧ : ١٧٩ ـ ١٨١ ، مجمع البحرين ٥ : ٣٤٤ .