في النسب ، وهذا هو معنى قوله صلىاللهعليهوآله : «لا توارث بين أهل ملّتين»(١) ؛ ضرورة أنّ باب التفاعل من الطرفين ، ونفيه يتحقّق بنفي أحدهما ، وأيضاً فقد نقلوا هم كما مرّ ويأتي أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أمر عليّاً عليهالسلام خاصّة بغسله وتجهيزه دون طالب وعقيل ، وكان جعفر بالحبشة ، وهو منافٍ لكفره ، بل ينادي بإيمانه ويصرّح به(٢) .
ومن غرائب كذبهم أنّه روى بعضهم أنّ عليّاً عليهالسلام أتى إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله عند موت أبي طالب ، فقال له : «إنّ عمّك الضالّ قد قضى ، فما الذي تأمرني فيه ؟»(٣).
مع أنّه من الواضحات بحسب الآيات والروايات عندنا وعندهم أنّه لا ينبغي للولد ذكر ما يشين والده ، لاسيّما من غير ضرورة ، فكيف يتصوّر صدور مثل هذا من مثل عليّ عليهالسلام ، لاسيّما في وجه النبيّ صلىاللهعليهوآله الذي معلوم شدّة حبّه له حيّاً وميّتاً كما ظهر ويظهر ، بل لا كلام فيه ، هذا كلّه مع ما مرّ من شهادات عليّ عليهالسلام بإيمانه ، وزجره لمن كفّره .
ومنها : ما رواه بعضهم : من أنّ أبا طالب رضىاللهعنه لمّا حضرته الوفاة دعاه النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى الإسلام ، فقال له من كان حاضراً من رؤساء قريش : لا تتغيّر عن دين مشايخك ، وألحّوا عليه بذلك ، فقال : أنا على دين مشايخي
____________________
(١) مسند أحمد ٢ : ٣٧٢ / ٦٦٢٦ ، سنن الدارمي ٢ : ٣٦٩ ، سنن أبي داوُد ٣ : ١٢٥ / ٢٩١١ ، سنن الترمذي ٤ : ٤٢٤ / ٢١٠٨ ، سنن الدارقطني ٤ : ٧٢ / ١٦ ، و٧٥ / ٢٥ .
(٢) انظر : الفصول المختارة (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ج ٢) : ٢٨٢ ، إيمان أبي طالب (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ج ١٠) : ٢٦ ، إيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ٢٩٩ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ : ٧٦ .
(٣) الطبقات الكبرى لابن سعد ١ : ١٢٤ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ : ٦٦ .