تُفْسِدُوا فِى اْلاْءَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أرْحَامَكُمْ)(١) .
قال الفضل : فأرسل إلَيَّ ليلاً ، فراعني ذلك ، فقال : علَيَّ بموسى ، فجئته به فعانقه وقصّ عليه الرؤيا ، وقال : تؤمنني أن لا تخرج علَيَّ وعلى أولادي .
فقال : «واللّهِ لا فعلتُ ذلك ، ولا هو من شأني» فقال : صدقت ، وأعطاه ثلاثة آلاف دينار ، وجهّزه إلى المدينة(٢) . انتهى ما في التاريخ المذكور .
وروى جمع عن أبي خالد الزبالي(٣) قال : لمّا أُقدِمَ بأبي الحسن موسى عليهالسلام على المهدي نزل زبالةَ فكنتُ اُحدّثه ، فرآني مغموماً فقال لي : « ما لي أراك مغموماً ؟ » فقلت : وكيف لا أغتمّ وأنت تُحمل إلى هذا الطاغية ولا أدري ما يُحدث فيك ، فقال : «ليس علَيَّ بأس » وذكر الخبر كما مرّ في الفصل الثالث عند بيان معجزاته وإخباره بما يأتي ، إلى أن قال : فرجع فنزل زبالة فقلت له : الحمد للّه الذي خلّصك منهم ، فقال :«إنّ لي إليهم عودةً لا أتخلّص منهم»(٤).
____________________
(١) سورة محمّد ٤٧ : ٢٢ .
(٢) تاريخ الإسلام (حوادث ١٨١ ـ ١٩٠) : ٤١٧ ـ ٤١٩ ، وأورده الخطيب في تاريخه ١٣ : ٢٩ ـ ٣١ ، ينُظر صفة الصفوة ٢ : ١٨٤ ، ومرآة الجنان ١ : ٣٠٥ .
(٣) هو أبو خالد الزباليّ ، من أهل زَبالة ، عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم عليهالسلام ، ويُفهم من ظاهر عبارة الشيخ وغيره حسن حاله والاعتماد عليه .
انظر : رجال الطوسي : ٣٤٧ / ٥١٨٤ ، رجال ابن داود : ٢١٧ / ٣١ ، تنقيح المقال ٣ : ١٤ باب الحاء والخاء من فصل الكنى .
(٤) انظر : الكافي ١ : ٣٩٨ / ٣ (باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام ) ، إثبات الوصيّة : ١٦٥ ، قرب الإسناد : ٣٣٠/ ١٢٢٩ ، الخرائج والجرائح ١ : ٣١٥ / ٨ ،