جبينه ، وقال : «والذي نفس محمّدٍ بيده ، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتّى يحبّكم للّه ولرسوله» .
وفي رواية : «والذي نفسي بيده لا يدخلوا الجنّة حتّى يؤمنوا ، ولا يؤمنوا حتّى يحبّوكم للّه ولرسوله ، أيرجو الناس الشفاعة ولا يرجوها بنو عبد المطّلب» .
قال : وروى الطبراني ، والبيهقي ، وابن منده ، وغيرهم ، بألفاظ متقاربة : إنّ بنت أبي لهب جاءت إلى المدينة مهاجرة ، فقيل لها : لن تغن عنك هجرتك أنت بنت حطب النار ، فذكرت ذلك للنبيّ صلىاللهعليهوآله فاشتدّ غضبه ، ثمّ قال على منبره : «ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي ، ألا ومَنْ آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى اللّه»(١) .
أقول : الأخبار من هذا القبيل كثيرة ، كفى ما ذكرناه لصاحب البصيرة ، فتأمّل حتّى تعلم أنّ الذي يفضل جميع بني هاشم ويقول فيهم ما قال ، كيف يرضى عمّن فضل غيرهم على أعظم عظمائهم كعليّ والحسنين وأمثالهم عليهمالسلام ؟ بل كيف يرضى عن الذين آذوهم حتّى سبّوهم ولعنوهم بل قاتلوهم ؟ وأيّ شبهة يمكن أن يعارض هذا ؟ وكذا الذي يشتدّ غضبه بحيث يتكلّم مثل ذلك الكلام في مقابل ذلك القول لبنت أبي لهب ، كيف لا يغضب لأجل بنته التي وصل غضبها إلى ذلك الحدّ الذي بيّنّاه سابقاً ؟ فاعتبروا يا أُولي الأبصار ، واللّه الهادي .
____________________
(١) انظر : الصواعق المحرقة : ٢٦٢ ، الإصابة لابن حجر ٨ : ٧٦ ، المعجم الكبير للطبراني ٢٤ : ٢٥٩ / ٦٦٠ ، ذخائر العقبى : ٧ ، ميزان الاعتدال ٤ : ٤٣٤ ، اُسد الغابة ٦ : ١٢٨ .