حضرتُ يوماً مجلس موسى عليهالسلام فأتاه رجل ، فقال له : أُمّ ولد لي أرضعت جاريةً لي بالغة بلبن ابني أيحلّ لي نكاحها أم تحرم علَيَّ ؟
فقال : «لا رضاع بعد فطام» .
وسأله عن الصلاة في الحرمين تتمّ أم تقصر ؟
فقال : «إن شئت أتممت وإن شئت قصرت» .
قال له : الخصيّ يدخل على النساء ؟ فأعرض بوجهه عنه .
قال : فحججت بعد ذلك ، فدخلت على الرضا عليهالسلام فسألته عن هذه المسائل ، فأجابني بالجواب الذي أجاب به موسى عليهالسلام ، فسألت ذلك اليوم عن تلك المسائل ، فأجاب بمثل جوابهما ، وقال بعد جواب مسألة الصلاة : «وكان أبي يتمّم» . وبعد سؤال الخصيّ حوّل وجهه ، ثمّ استدناني وقال : «وما نقص منه إلاّ الخناثة الواقعة عليه»(١) .
قالوا : وكان إسحاق بن إسماعيل بن نوبخت في تلك السنة مع القوم ، فقال : أعددت له في رُقعة عشر مسائل ، وكان لي حمل ، فقلت في نفسي : إن أجابني فيها بمثل ما أجابني به أبوه ، سألته أن يدعو اللّه أن يجعله ذكراً ، فلمّا سأله الناس قُمتُ والرُقعة معي لأسأله فلمّا نظر إلَيَّ ، قال لي : «يا إسحاق ، سمّه أحمد» وأجابني عن مسائلي كلّها(٢) .
____________________
والكاظم ، والرضا ، والجواد عليهمالسلام .
انظر : رجال النجاشي : ٢٢٨ / ٦٠٤ رجال ابن داود : ٢٥٣ / ٢٧١ ، تنقيح المقال ٢ : ١٨٠ / ٦٨٣٤.
(١) إثبات الوصيّة : ١٨٦ ، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ٤ : ٤١٤ ، دلائل الإمامة : ٣٨٨ / ٣٤٣ و٣٤٤ ، الدرّ النظيم : ٧٠٤ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٨٩ / ٥ ، وذيل الحديث لم يرد في البحار والمناقب لابن شهر آشوب .
(٢) إثبات الوصيّة : ١٨٨ ، دلائل الإمامة : ٤٠١ / ٣٦٠ ، الدرّ النظيم : ٧١٢ .