فقال له : «يا هذا ، اقرأ كتاب اللّه تعالى ، قال عزّ وجلّ : (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)(١) في الثالثة» .
قال له الرجل : فإنّ عمّك أفتاني بكيت وكيت .
فقال له : «يا عمّ ! اتّق اللّه ، ولا تفت وفي الأُمّة من هو أعلم منك» . ثمّ قال : «يا هذا ولا طلاق إلاّ بشهادة عدلين ، في طهر من غير جماع ، بإرادة عزم» . ثمّ قال بعد كلام : «يا هذا هل ترى في القرآن عدد نجوم السماء» ؟ فقال لا .
فقام إليه صاحب المسألة الثانية ، فقال : يابن رسول اللّه ، ما تقول في رجل أتى بهيمة ؟
فقال : «يعزّر الرجل ، ويغرم ثمنها ، ويُحمى ظهرها ، وتُخرج من البلد ؛ لئلاّ يبقى على الرجل عارها ، وتبقى في البريّة حتّى تأتي عليها منيتها» .
فقال الرجل : إنّ عمّك أفتى بكيت وكيت ، فقال عليهالسلام بأعلى صوته : «لا إله إلاّ اللّه يا عمّ ! إنّه عظيم عند اللّه أن تقف غداً بين يديه ، فيقول لك : لِمَ أفتيتَ عبادي بما لم تعلم وفي الأُمّة من هو أعلم منك؟!» .
فقال له عبد اللّه : رأيت أخي الرضا عليهالسلام وقد أجاب بمثل هذا الجواب ، فقال له أبو جعفر عليهالسلام : «إنّما سُئل الرضا عليهالسلام عن نبّاشٍ نبش قبرَ امرأة ففجر بها ، وأخذ أكفانها ، فأمر بقطعه للسرقة ، وجلده للزنا ، ونفيه للمثلة بالميّت» .
وقال أبو خِداش النهدي(٢) : وكنت مع هؤلاء القوم ، وقد كنت
____________________
(١) سورة البقرة ٢ : ٢٢٩ .
(٢) هو عبد اللّه بن خِداش المهري ـ عبد اللّه بن خِراش بالراء ـ من أصحاب الصادق ،