منه وفرّغت ما كان في كمّي بين يديه ، فنظر إلَيَّ نظر المغضب ، ثمّ رمى به يميناً وشمالاً وقال : «ما لهذا خلقنا اللّه ، ما أنا واللعب ؟ !» قال : فاستقلته واستعفيته ، فعفا وقام فدخل وخرجت ومعي تلك الآلات(١) .
وفي كتاب المناقب وغيره ، عن عسكر مولى أبي جعفر عليهالسلام ، قال : دخلتُ عليه [ ...] فقلت في نفسي : يا سبحان اللّه ! ما أشدّ سمرة مولاي وأضوى جسده ؟ !
قال : فواللّه ، ما استتمَمْتُ الكلام ، حتّى عرض في جسده ، وتطاول ، فامتلأ به الإيوان إلى سقفه ، ثمّ رأيتُ لونه [...] صار ألواناً أبيض وأحمر وأخضر [...] ثمّ تناقص جسده حتّى صار في صورته الأُولى وعاد لونه الأوّل ، فسقطت على وجهي لهول ما رأيت ، فصاح بي : «يا عسكر ، كم تشكّكون فينا فننبّئكم ، وتُضعّفون قلوبكم فنقوّيكم ، فواللّه ، لا وصل إلى حقيقة معرفتنا إلاّ مَنْ منّ اللّه عليه بنا ، وارتضاه لنا وليّاً» .
قال عسكر : فآليت (على نفسي ألاّ أبطنت في نفسي إلاّ بطن لساني)(٢) .
وفي رواية بنان بن نافع قال : سألت عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام فقلت : جعلت فداك مَنْ صاحب الأمر بعدك ؟ قال : «يابن نافع ! يدخل عليك من هذا الباب مَنْ ورث ما ورثته ممّن هو قبلي ، وهو حجّة اللّه تعالى من بعدي» .
____________________
(١) إثبات الوصيّة : ١٨٨ ، دلائل الإمامة : ٤٠٢ / ٣٦٠ ، بحار الأنوار ٥٠ :٥٩ .
(٢) الهداية الكبرى : ٩٩ ، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ٤ : ٤١٩ ، دلائل الإمامة : ٤٠٤ / ٣٦٥ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٥٥ / ٣١ ، وبدل ما بين القوسين في دلائل الإمامة هكذا : «أن لا أُفكّر في نفسي إلاّ بما ينطق به لساني» .