الواقفة ـ قال : قلت للرضا عليهالسلام : يكون إمام ليس له عقب ؟ فقال لي : «أما أنّه لا يولد لي إلاّ واحد ، ولكنّ اللّه ينشئ منه ذرّيّة كثيرة» . ولم يزل أبو جعفر عليهالسلام يدبّر أمر الرضا عليهالسلام بالمدينة ويأمر الموالي وينهاهم ولا يخالف عليه أحد منهم(١) .
وروى بعض أصحابنا عن محمّد المحمودي ، عن أبيه ، قال : إنّ حاضنة أبي جعفر عليهالسلام قالت له يوماً : ما لي أراك مفكّراً كأنّك شيخ ؟ ! فقال لها : «إنّ عيسى بن مريم كان يمرض وهو صبيّ فيصف لأُمّه ما تعالجه به ، فإذا تناوله بكى ، قالت : يا بنيّ إنّما أُعالجك بما علّمتني ، فيقول لها : الحكم حكم النبوّة والخلقة خلقة الصبيان»(٢) .
وفي رواية عليّ بن حسّان الواسطيّ(٣) ، أنّه قال : حملتُ معي شيئاً من آلات الصبيان مصاغة من فضّة ، وقلت : أهديها إلى مولاي وأتحفه بها ، فلمّا دخل الناس على أبي جعفر عليهالسلام دخلت معهم ، فلمّا تفرّق عنه الناس وأجاب جميعهم عن مسائلهم ، ولم يبق عنده أحد ، قمتُ إليه وسلّمتُ عليه فردّ علَيَّ ، وتبيّنت في وجهه الكراهة ، ولم يأمرني بالجلوس ، فدنوت
____________________
انظر : رجال النجاشي : ٢١٩ / ٥٧٣ ، رجال الطوسي : ٣٨٩ / ٥٧٢٧ ، و٤٠٠ / ٥٨٥٧ ، معالم العلماء : ٧٣ / ٤٩٣ ، رجال ابن داود : ١١٧ / ٨٤٥ ، الخلاصة : ١٩٣ / ٦٠٥ ، تنقيح المقال ٢ : ١٧٤ / ٦٧٨٥ .
(١) إثبات الوصيّة : ١٨٥ ، كشف الغمّة ٢ : ٣٠٢ ، بحار الأنوار ٤٩ : ٢٢١ ـ ٢٢٢ / ١١ .
(٢) إثبات الوصيّة : ١٨٥ ـ ١٨٦ .
(٣) هو عليّ بن حَسّان الواسطيّ ، يكنّى أبا الحسين القصير ، المعروف بالمُنَمِّس ، عمّر أكثر من مائة سنة ، من أصحاب الجواد عليهالسلام ، له كتب .
انظر : رجال النجاشي : ٢٧٦ / ٧٢٦ ، رجال الطوسي : ٣٧٧ / ٥٥٨٣ ، تنقيح المقال ٢ : ٢٧٥ / ٨٢١٠ .