فجعلت أنظر إليه ؛ لأصفَ قامتَه لأصحابنا بمصرَ ، فقال لي : «يا عليّ ، إنّ اللّه عزّ وجلّ احتجّ في الإمامة بمثل ما احتجّ به في النبوّة ، فقال : (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)(١) ، وقال : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا)(٢) فقد يجوز أن يُوتى الحكم صبيّاً ويؤتاه ابن أربعين»(٣) .
وفي رواية محمّد بن عليّ بن جعفر ، أنّه قال : كنت مع الرضا عليهالسلام فدعا بأبي جعفر ابنه ، وهو صبيّ صغير ، فأجلسه في حجري ، ثمّ قال لي : «جرّده» ، فنزعتُ قميصَه فأراني في أحد كَتِفَيْه كالخاتم داخلاً في اللحم ، ثمّ قال : «ترى هذا ؟ كان مثله في هذا الموضع من أبي إبراهيم عليهالسلام »(٤) .
وروى مثله الحسن بن الجهم(٥) أيضاً .
وروى الحميري(٦) ، وغيره ، بإسنادهم عن حنّان بن سدير ـ وكان من
____________________
انظر رجال الطوسيّ : ٣٦٠ / ٥٣٣٧ ، و٣٧٦ / ٥٥٧٠ ، ورجال النجاشي : ٢٥٢ / ٦٦٣ ، وتنقيح المقال ٢ : ٢٦٨ / ٨١٧٢ .
(١) سورة مريم ١٩ : ١٢ .
(٢) سورة يوسف ١٢ : ٢٢ .
(٣) بصائر الدرجات : ٢٥٨ / ١٠ ، إثبات الوصيّة : ١٨٤ ، الكافي ١ : ٤١٣ / ٣ (باب مولد أبي جعفر محمّد بن عليّ الثاني عليهالسلام ) ، الإرشاد للمفيد ٢ : ٢٩٢ ، مجمع البيان ٣ : ٥٠٦ ، الخرائج والجرائح ١ : ٣٨٤ / ١٤ ، الثاقب في المناقب : ٥١٣ / ٤٣٩ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٢٠ / ٦ .
(٤) إثبات الوصيّة : ١٨٤ .
(٥) الكافي ١ : ٢٥٧ / ٨ (باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر الثاني عليهالسلام ) ، الإرشاد للمفيد ٢ : ٢٧٨ ، إعلام الورى ٢ : ٩٥ ، كشف الغمّة ٢ : ٣٥٢ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٢٣ / ١٣ .
(٦) هو عبد اللّه بن جعفر بن الحسين بن مالك بن جامع الحِمْيَريّ ، يكنّى أبا العباس القمّي ، من أصحاب الهادي والعسكري عليهماالسلام ، له كتب كثيرة ، منها : الدلائل ، والإمامة ، والتوحيد ، وغيرها .