وخرج مع ابن الأشعث على الحجّاج بن يوسف ، فخرج وأقام بمكّة فقتله الحجّاج صبراً بعد أن عذّبه ، وقيل صلبه عبد الملك بن مروان في دمشق على القول بالقدر ثمّ قتله (١).
وقال المقريزي في خططه : « أوّل من قال بالقدر في الإسلام معبد بن خالد الجهني وكان يجالس الحسن بن الحسين البصري ، فتكلّم بالقدر في البصرة ، وسلك أهل البصرة مسلكه لمّا رأوا عمرو بن عبيد ينتحله ، وأخذ معبد هذا الرأي عن رجل من الأساورة يقال له أبو يونس سنسويه ويعرف بالأسواري ، فلمّا عظمت الفتنة به عذّبه الحجّاج وصلبه بأمر عبد الملك بن مروان ، سنة ثمانين من الهجرة ـ إلى أن قال : وكان عطاء بن يسار قاضياً يرى القدر وكان يأتي هو ومعبد الجهني إلى الحسن البصري ، فيقولان له إنّ هؤلاء يسفكون الدّماء ويقولون إنّما تجري أعمالنا على قدر الله فقال : كذب أعداء الله فطعن عليه بهذا » (٢).
٢ ـ غيلان بن مسلم الدمشقي : وهو ثاني من تكلّم بالقدر ودعا إليه ولم يسبقه سوى معبد الجهني. قال الشهرستاني في « الملل والنحل » : « كان غيلان يقول بالقدر خيره وشرّه من العبد ، وقيل تاب عن القول بالقدر على يد عمر بن عبد العزيز، فلمّا مات عمر جاهر بمذهبه فطلبه هشام بن عبد الملك وأحضر الأوزاعي لمناظرته. فأفتى الأوزاعي بقتله ، فصلب على باب كيسان بدمشق وقتل عام (١٠٥) (٣).
قال القاضي عبد الجبّار : « ومنهم ( الطبقة الرابعة من المعتزلة ) غيلان بن مسلم ، أخذ العلم عن الحسن بن محمّد بن الحنفيّة » (٤).
وقال ابن المرتضى نقلاً عن الحاكم : « أخذ غيلان الدمشقي المذهب عن الحسن بن محمّد بن الحنفيّة ولم تكن مخالفته ( الحسن ) لأبيه ولأخيه إلاّ في شيء من الإرجاء. روى
__________________
١ ـ الأعلام للزركلي ج ٨ ص ١٧٧ ناقلاً عن تهذيب التهذيب ج ١٠ ص ٢٢٥، وميزان الاعتدال ج ٣ ص ١٨٣، وشذرات الذهب ج ١ ص ٨٨، والبداية والنهاية ج ٩ ص ٣٤.
٢ ـ الخطط المقريزية : ج ٢ ص ٣٥٦. سيوافيك نظرنا في كلامه فانتظر.
٣ ـ الملل والنحل : ج ١ ص ٤٧ ولسان الميزان ج ٤ ص ٤٢٤. والأعلام للزركلي ج ٥ ص ٣٢٠.
٤ ـ طبقات المعتزلة : ص ٢٢٩ ولكلامه ذيل يجيء عن ابن المرتضى عند البحث عن جذور الإعتزال.