صغارالتّابعين ، وما علمته روى شيئاً ، لكنّه زرع شرّاً عظيماً » (١).
قال المقريزي : « الجهميّة أتباع جهم بن صفوان التّرمذي مولى راسب ، وقتل في آخر دولة بني أُميّة ، وهو :
١ ـ ينفي الصفات الإلهية كلّها ، ويقول : لا يجوز أن يوصف الباري بصفة يوصف بها خلقه.
٢ ـ أنّ الإنسان لا يقدر على شيء ولا يوصف بالقدرة ، ولا الإستطاعة.
٣ ـ أنّ الجنّة والنار يفنيان ، وتنقطع حركات أهلهما.
٤ ـ أنّ من عرف اللّه ولم ينطق بالإيمان لم يكفر ، لأنّ العلم لا يزول بالصمت ، وهو مؤمن مع ذلك.
وقد كفّره المعتزلة في نفي الاستطاعة. وكفّره أهل السنّة بنفي الصفات وخلق القرآن ونفي الرؤية.
٥ ـ وانفرد بجواز الخروج على السلطان الجائر.
٦ ـ وزعم أنّ علم الله حادث لا بصفة يوصف بها غيره (٢).
وقد ذكر ابن الأثير في حوادث سنة ( ١٢٨ هـ ) كيفيّة قتله بيد نصر بن سيّار ، ومن أراد فليرجع إليه (٣).
وقد نسب إليه عبد القاهر البغدادي ، أُصولاً تقرب ممّا نسب إليه المقريزي في خططه على ما عرفت.
وقال : « وكان جهم مع ضلالاته الّتي ذكرناها يحمل السّلاح ويقاتل السلطان
__________________
١ ـ ميزان الاعتدال : ج ١ ص ٤٢٦ رقم الترجمة ١٥٨٤.
٢ ـ الخطط المقريزية : ج ٣، ص ٣٤٩ ولاحظ ص ٣٥١.
٣ ـ الكامل لابن الأثير : ج ٥ ص ٣٤٢ ـ ٣٤٥.