عليه ثم عليه الدّهر متّصلا |
|
لعائن الله إسراراً وإعلانا |
فأنتما من كلاب الدّهر |
|
جاء به نصّ الشريعة برهاناً وتبيانا (١) |
وله في كتابه « الفصل » كلام يشبه ما ذكره في قاتل الإمام حيث عدّ فيه قاتل عمّار وهو أبو الغادية يسار بن سبع السلمي متأوّلاً مجتهداً مخطئاً مأجوراً بأجر واحد ، وعدّ عمّاراً الثائر على الخليفة فاسقاً محارباً سافكاً دماً حراماً عمداً بلا تأويل على سبيل الظلم والعدوان (٢).
وما تلك المذاهب إلاّ نتيجة تقاعس العلماء الأخيار عن وظيفتهم ، ونتيجة طرد العقل الصحيح الفطري عن مناهج الحياة.
ولا أظنّ أنّ إنساناً منصفاً يفكّر في هذه المناهج والمسالك ، يعدّ دعاة الحرية والاختيار والتعقّل ضلاّلاً كفّارا ، ودعاة الجبرية والتشبية والتجسيم والجمود الفكري علماء وعاة.
( وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَاب فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْم هُدًى ورَحْمَةً لِقَوْم يُؤْمِنُونَ ) ( الأعراف / ٥٢ ).
تمّ الكلام حول الحركات الرجعية الثلاث
__________________
١ ـ مروج الذهب : ج ٢ ص ٤١٥.
٢ ـ الفصل : ج ٤ ص ١٦١.