يا ضربة من تقي ما أراد بها |
|
إلاّ ليبلغ من ذي العرش رضوانا |
إنّي لأذكره حيناً فأحسبه |
|
أوفى البريّة عندالله ميزانا |
أي لاُفكّر فيه ثمّ أحسبه ، فقد حصل الحنفيّون من خلاف الحسن بن عليّ على مثل ما شنّعوا به على الشافعيّين وما ينقلون أبداً في رجوع سهامهم عليهم ، ومن الوقوع فيما حفروه (١).
يلاحظ عليه : أنّ الفقيه الأندلسي قد خرج في فتياه هذه عن مسلكه وهو التقيّد بالنصوص الشرعية تعبّداً حرفيّاً غير معتمد على العقل والاجتهاد ، مع أنّه هو طرح النصّ ولجأ إلى الاجتهاد الخاطئ. فهذا هو النّبيّ الأكرمصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول لعليّ : ألا أخبرك بأشدّ الناس عذاباً يوم القيامة؟ قال : أخبرني يا رسول الله قال : فإنّ أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة عاقر ناقة ثمود وخاضب لحيتك بدم رأسك (٢).
وقد وصف النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قاتل عليّ في غير واحد من أحاديثه بأنّه أشقى الآخرين وأشقى هذه الاُمّة (٣) .... إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة في هذا السياق.
والحقّ أنّ الاجتهاد الّذي يؤدّي إلى وجوب قتل الإمام المفترض طاعته بالنصّ، اجتهاد يهتزّ منه العرش ونحن أيضاً نصافق ابن حزم واُستاذه داود الاصفهاني في ردّ هذا القسم من الاجتهاد الّذي تكون نتيجته نجاح الخوارج المارقين عن الدين ، وما ذكره من الشعر هو لعمران بن حطّان رأس الخوارج في عصره وقد أجابه معاصره القاضي أبوالطيب طاهر بن عبدالله الشافعي قائلاً :
يا ضربة من شقي ما أراد بها |
|
إلاّ ليهدم للاسلام أركاناً |
إنّي لأذكره يوما فألعنه |
|
ديناً وألعن عمراناً وحطّاناً |
__________________
١ ـ المحلى : ج ١٠ ص ٤٨٢ ـ ٤٨٤.
٢ ـ العقد الفريد : ج ٢ ص ٢٩٨.
٣ ـ مسند أحمد : ج ٤ ص ٢٦٣.