الفصل الأوّل
سبب تسميتهم بالمعتزلة
لقد شغل بال الباحثين من المسلمين والمستشرقين سبب تسمية هذه الطّائفة بالمعتزلة ، فاختار كلّ مذهباً ، ونحن نأتي بجميع الآراء أو أكثرها على وجه الاجمال ، مع التّحليل والقضاء بينها.
قال أبو محمّد الحسن بن موسى النوبختي من أعلام القرن الثالث في كتابه « فرق الشيعة » عندالبحث عن الأحداث الواقعة بعد قتل عثمان : « فلمّا قُتِل بايع الناس عليّاً فسمّوا الجماعة ، ثمّ افترقوا بعد ذلك وصاروا ثلاث فرق : فرقة أقامت على ولايته عليهالسلام ، وفرقة خالفت عليّاً وهم طلحة والزبير وعائشة ، وفرقة اعتزلت مع سعد بن مالك وهو سعدبن أبي وقّاص، وعبدالله بن عمر بن الخطّاب ، ومحمّد بن مسلمة الأنصاري ، واُسامة بن زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم فإنّ هؤلاء اعتزلوا عن علي عليهالسلام وامتنعوا عن محاربته والمحاربة معه بعد دخولهم في بيعته والرضا به. فسمّوا المعتزلة ، وصاروا أسلاف المعتزلة إلى آخر الأبد ، وقالوا : لا يحلّ قتال عليّ ولاالقتال معه.
وذكر بعض أهل العلم أنّ الأحنف بن قيس التميمي اعتزل بعد ذلك في خاصّة