وهناك نظريّة سابعة ذكرها أحمد أمين المصري في فجر الإسلام ص ٣٤٤، ولكنّها من الوهن بمكان لم يرتضها هو نفسه في كتبه اللاحقة فلنضرب عنها صفحاً.
إلى هنا خرجنا بهذه النّتيجة أنّه لو كان أساس الاعتزال هو واصل بن عطاء أو عمرو بن عبيد ، فتسميتهم بالمعتزلة ، إمّا لاعتزال المؤسّس عن مجلس البحث أو باعتزاله عن الرأيين السائدين ، أو لاعتقادهم بكون الفاسق منعزلاً عن الكفر والإيمان ، وخروج مرتكب الكبيرة عن عداد المؤمنين والكافرين.
والعجب أنّ اُستاذ واصل كان يذهب إلى أنّه منافق ، وأراد بذلك تخفيف أمره بالنسبة إلى الكافر ، مع أنّ جزاء المنافق في الآخرة لو لم يكن أشدّ من الكافر ليس بأقلّمنه.
أرى أنّ إفاضة الكلام في تحقيق وجه التسمية أزيد من هذا خروج عن وضع الرسالة فلنرجع إلى سائر أسمائهم.
فقد ذكر ابن المرتضى لهم أسماء اُخر.
١ ـ العدليّة : لقولهم بعدل الله وحكمته.
٢ ـ الموحّدة : لقولهم لا قديم مع الله (١).
ولأجل هذا يطلق على هذه الطّائفة أهل العدل والتوحيد ، ولعلّهم يعنون بالعدل مضافاً إلى ما ذكر ابن المرتضى نفي القدر بالمعنى المستلزم للجبر ، أو يريدون بذلك نفي كونه سبحانه خالقاً لأفعال العباد ، إذ فيه الظلم والقبيح والجور ، وأمّا التّوحيد فإنّهم يريدون منه نفي الصفات الزائدة القديمة ، فإنّ في الاعتقاد بزيادة الصفات اعتراف بقدماء معه سبحانه ، وتنزيهه سبحانه عن التشبيه والتجسيم ،
__________________
١. المنية والأمل ص ١.