الفصل الثالث
الشيعة والمعتزلة أيّتهما أصل للآخر
إنّ بعض المتسرِّعين من الكتّاب المتأخّرين كأحمد أمين المصريّ ومن حذا حذوه ، يصرّون على أنّ الشيعة أخذت منهجها الفكري في الاُصول والعقائد من المعتزلة ، لما رأوا من وحدة العقيدة في القول بالتوحيد والعدل ، وإنكار الرؤية وإثبات الحسن والقبح العقليين ، وقدرة العبد واختياره في أفعاله إلى غير ذلك من المبادئ المشتركة بين الطّائفتين.
نظريّة أحمد أمين ومناقشتها
يقول أحمد أمين : « ولقد قرأت كتاب الياقوت لأبي إسحاق إبراهيم من قدماء متكلّمي الشيعة الإماميّة ، فكنت كأنّي أقرأ كتاباً من كتب اُصول المعتزلة إلاّ في مسائل معدودة كالفصل الأخير في الإمامة ولكن أيّهما أخذ من الآخر؟
أمّا بعض الشيعة فيزعم أنّ المعتزلة أخذوا عنهم ، وأنّ واصل بن عطاء تتلمذ على جعفراً الصّادق عليهالسلام وإنّي اُرجّح أنّ الشيعة أخذوا من المعتزلة تعاليمهم ، ونشوء مذهب الاعتزال يدلّ على ذلك ».
استدلّ أحمد أمين على ما يرتئيه بأنّ زيد بن عليّ زعيم الفرقة الشيعيّة الزيديّة تتلمذ لواصل بن عطاء.
وكان جعفر الصادق عليهالسلام يتّصل بعمّه زيد. ويقول أبو الفرج في « مقاتل