الطالبيّين » : « كان جعفر بن محمّد يمسك لزيد بن عليّ بالركاب ، ويسوي ثيابه على السرج » فإذا صحّ ما ذكره الشهرستاني وغيره من تتلمذ زيد لواصل ، فلا يعقل كثيراً أنيتتلمذ واصل لجعفر ، وكثير من المعتزلة كان يتشيّع ، فالظّاهر أنّه عن طريق هؤلاء تسرّبت اُصول المعتزلة إلى الشيعة » (١).
يلاحظ عليه : أنّ ما ذكره الكاتب المصري اجتهاد في مقابل تنصيص أئمّة المعتزلة أنفسهم بأنّهم أخذوا اُصولهم من أبي هاشم ابن محمّد الحنفيّة ، وأخذ هو عن أبيه محمّد ، وهو أخذ من عليّ بن أبي طالب ومع هذا التنصيص من نفس المعتزلة فما معنى هذا الاجتهاد؟
ترى ابن المرتضى يعدّ عليّاً من الطبقة الاُولى للمعتزلة ، كما يعدّ الحسنين اللّذين اشتهر منهما القول بالتوحيد والعدل من الطبقة الثانية. وهكذا يذكر عدّة من علماء أهل البيت كالنفس الزكيّة وغيره من الطّبقة الثالثة. وقد نقل في كتابه هذا كلمات أئمّة أهل البيت وعلمائهم في الاُصول والعقائد (٢).
ومع هذا كيف يصحّ أن تكون الشيعة عالة على المعتزلة؟!
ونظير ذلك ما ذكره القاضي عبد الجبّار المعتزلي في « فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة » (٣).
أفبعد هذا التنصيص منهم يصحّ الاجتهاد في مقابل النصّ؟!
وأمّا ما استند إليه أحمد أمين ، فالحقّ أنّه لم يثبت أوّلاً تتلمذ واصل للإمام الصادق عليهالسلام حتّى يثبت قوله : إنّ الصادق كان يمسك الركاب لتلميذ واصل وهو زيد ، ولميدّع أحد من المحقّقين تتلمذه للصّادق. كما أنّه لم يثبت تتلمذ زيد بن عليّ لواصل.
__________________
١ ـ ضحى الاسلام : ج ٣، ص ٢٦٧ ـ ٢٦٨، الطبعة الثالثة.
٢ ـ المنية والأمل : ص ٧ ـ ١٠.
٣ ـ فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة : ص ٢١٤.