كلّهم شيعة إلاّ من له هوى العثمانيّة ، الّذين يكثرون من الوقيعة في عليّ وأولاده عليهمالسلام. أمّا لو فسّر بتقديم عليّ على سائر الخلفاء في العلم والزهد وسائر المثل الأخلاقيّة ، فمعتزلة بغداد إلاّ من شذّ شيعة ، فإنّهم وإن اعترفوا بخلافة الخلفاء ، لكن يعترفون بفضل عليّ عليهالسلام وتقدّمه على أقرانه ، وهذا هو الّذي صار سبباً لجرح كثير من الرواة العدول ، وما ذنبهم إلاّ تقديم عليّ على غيره فى الفضائل ، أخذاً بنصوص الآيات والروايات فى حقّه.
نعم ، لو فسّر التشيع بالاعتراف بخلافة عليّ بتنصيب من النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمر منه سبحانه فالشيعة تنحصر بمن يعتقد بهذا المبدا ، والمعتزلة كلّهم يخالفون ولا يعترفون به.
والّذي أوقع جمعاً من مؤلّفي المقالات في الوهم الأوّل هوالتقاء التشيّع مع الاعتزال في بعض المواضع والنقاط كالتوحيد والعدل ، ولو صار ذلك سبباً لرمي الشيعة بالاعتزال ، صحّ عدّ الأشاعرة منهم لالتقائهم معهم في عدّة من الاُصول.
وأمّا الّذي أوقعهم في الوهم الثّاني هو انحيازهم إلى عليّ في كثير من المبادئ خصوصاً التوحيد والعدل.
وعلى أيّ تقدير ، فلفظ التشيع قد تطوّر من جهة المعنى بعد ما كان معناه في اليوم الأوّل ، بعد رحلة الرسول ، هو من شايع عليّاً دون غيره ، وقال بخلافته دون سائر الخلفاء ، فأطلق على من أحبّ عليّاً وأولاده ، وناضل العثمانيّة وأهوائها ، وعلى من قدّم عليّاً في الفضائل والمناقب ، لا في الخلافة ، فلأجلّ هذا التطوّر فربّما يشتبه المراد منه في كلمات الرّجاليين وأصحاب المقالات ، وربّما تعدّ اُناس شيعةً بالمعنى الأوّل ، مع أنّهم شيعة بالمعنيين الأخيرين ، فلاحظ، وسيوافيك التوضيح عن البحث عن عقائد الشيعة الزيدية والاسماعيليّة والإماميّة.
« رزقهم الله توحيد الكلمة كما رزقهم كلمة التوحيد »
« وبنى الإسلام على دعامتين »
« كلمة التوحيد ، وتوحيد الكلمة »