الأدوار.
وعلى ضوء هذا ، فلا يصحّ عدّ كلّ من قال بواحد من هذه الاُصول سلفاً للاعتزال ، وشيخاً للمعتزلة ، وإنّ اتّفق معهم فيها.
وعلى هذا الخطّ الّذي رسمناه مشى أبو القاسم البلخي ( م ٣١٧ ) في كتابه « مقالات الإسلاميين ـ باب ذكر المعتزلة » فابتدأ في ذكر طبقاتهم ب « واصل بن عطاء » و « عمروبن عبيد » وانتهى إلى أعلامهم في عصره وقال : « وفي زماننا هذا شيخنا أبوالحسين الخيّاط عبدالرحيم بن محمّد ( م ٣١١ ) وأحمد بن الشنطوي » (١).
نعم ، خالفه القاضي عبدالجبّار ( م ٤١٥ ) فعدّ للمعتزلة طبقات قبل واصل ، فعدّ الخلفاء من الطّبقة الاُولى ، والحسن والحسين عليهماالسلام ومحمّد ( بن الحنفيّة ) بن عليّ من الطبقة الثانية ، وأبا هاشم عبدالله بن محمّد ( بن الحنفيّة ) بن عليّ وأخاه الحسن بن محمّد والحسن البصري وابن سيرين ومن في طبقتهم ممّن حكي العدل عنه من الطّبقة الثالثة ، وعدّ غيلان بن مسلم وواصل بن عطاء وعمرو بن عبيد من الطبقة الرابعة إلى أنّ أنهاهم إلى عشر طبقات (٢).
وقد كتب الحاكم الجشمي اليمني الزيدي ( ت ٤١٣ ـ م ٤٩٤ ) ذيلاً له فأضاف إليها طبقتين اُخريين وهو جزء من كتابه « شرح العيون » (٣).
وأمّا أحمد بن يحيى بن المرتضى ، فقد مشى على ضوء القاضي فأعاد ما ذكره هو وغيره في باب خاصّ، أسماه « باب ذكر المعتزلة » وهو جزء من كتابه « المنية والأمل » في شرح كتاب الملل والنحل ، وقد طبع منه خصوص ذلك الباب كراراً ، فنحن ننقل عن النسخة الّتي حقّقها المستشرق « توما أرنلد » طبع دار صادر بيروت.
__________________
١ ـ مقالات الاسلاميين : باب ذكر المعتزلة ص ٦٤ ـ ٧٤ وقد طبع من المقالات خصوص هذا الباب بتحقيق فؤاد سيد ، ط.تونس.
٢ ـ فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة : ص ٢١٤ ـ ٣٣٣.
٣ ـ طبع هذا الجزء مع كتاب فضل الاعتزال بتحقيق فؤاد سيد.