يقل : يبقر (١)
يقول ابن العماد الحنبلي : « كان واصل ألثغ يبدل الرّاء غيناً في كلامه وكان يخلِّص كلامه بحيث لا تسمع منه الرّاء حتّى يظنّ خواصّ جلسائه أنّه غير ألثغ ، حتّى يقال : إنّه دفعت إليه رقعة مضمونها : أمر أمير الاُمراء الكرام أنّ يحفر بئراً على قارعة الطريق ، فيشرب منه الصادر والوارد. فقرأ على الفور : حكم حاكم الحكّام الفخام ، أنّ ينبش جُبّاً على جادّة الممشي فيسقى منه الصادي والغادي. فغيّر كلّ لفظ برديفه وهذا من عجيب الإقتدار ، وقد أشارت الشعراء إلى عدم تكلّمه بالرّاء. من ذلك قول بعضهم :
نعم تجنّب لا يوم العطاء كما |
|
تجنّب ابن عطاء لفظة الرّاء (١) |
وقد كانت بينه وبين بشّار بن برد قبل اظهاره ما يخالف عقيدة واصل أواصر الصداقة وقد ذكر بشّار خطبته الّتي ألقى فيها الرّاء وقال :
تكلّف القول والأقوام قد حلفوا |
|
وحبّروا خطباً ناهيك من خطب |
وقال مرتجلاً تغلى بداهته |
|
كمرجلّ القين لما حفّ باللّهب |
وجانب الرّاء ولم يشعر به أحد |
|
قبل التصفّح والإغراق في الطلب |
ولمّا تبرّأ منه واصل لما ظهر منه ما لا يرضيه ، هجاه بشّار وقال :
مالي اُشايع غزّالاً له عنق |
|
كنِقْنِق الدَوّ إنّ ولّي وإنّ مَثلا |
عنق الزرافة ما بالي وبالكم |
|
تكفّرون رجالاً كفّروا رجلا (٢) |
بثّ الدعاة في البلاد
كان واصل صموداً في عقيدته ، ولمّا تمكّن من إنفاذ الدعاة إلى الآفاق ، فرّق
__________________
١ ـ وفيات الأعيان : ج ٦ ص ٨ وأمالي المرتضى : ج ١ ص ١٣٩ ـ ١٤٠.
٢ ـ شذرات الذهب : ج ١ ص ١٨٢ و١٨٣ حوادث عام ١٣١ هـ .
٣ ـ المنية والأمل : ص ١٩ طبع دار صادر.