وتكلّم مع من بها من المتكلّمين ، وصار إلى بغداد ، فحضر مجلس أبي ... إلضّرير وتكلّم فتبيّن فضله وعلمه ، وعاد إلى العسكر ومولده سنة ٢٣٥ هـ وتوفّي سنة ٣٠٣ هـ » (١).
وقال ابن خلّكان : « إنّه أحد أئمّة المعتزلة ، كان إماماً في علم الكلام ، وأخذ هذا العلم عن أبي يوسف يعقوب بن عبدالله الشحّام البصري رئيس المعتزلة بالبصرة في عصره. له في مذهب الاعتزال مقالات مشهورة وعنه أخذ الشيخ أبو الحسن الأشعري علم الكلام وله معه مناظرة روتها العلماء » (٢).
قال الياقوت : « الجبّائي منسوب إلى « جبّا » بضمّ الجيم وتشديد الباء : بلد أو كورة من خوزستان ، ومن الناس من جعل عبّادان من هذه الكورة وهي في طرف من البصرة والأهواز، حتّى جعل من لا خبرة له « جبّا » من أعمال البصرة وليس الأمر كذلك ـ إلى أن قال ـ : « جبّا » في الأصل عجمي وكان القياس أن ينسب إليها جُبّوي ، فنسبوا إليها جبّائي على غير قياس مثل نسبتهم إلى الممدود ، وليس فى كلام العجم ممدود ، وجبّا أيضاً من أعمال النّهروان » (٣).
وقد أثنى عليه ابن المرتضى في « المنية والأمل » بما لا مزيد عليه فقال : « وهو الّذي سهّل علم الكلام ويسّره وذلّله وكان مع ذلك فقيهاً ورعاً زاهداً جليلاً نبيلاً ، ولم يتّفق لأحد من إذعان سائر طبقات المعتزلة له بالتقدّم والرئاسة بعد أبي الهذيل مثله ، بل ما اتّفق له هو أشهر أمراً وأظهر أثراً ، وكان شيخه أبا يعقوب الشحّام ، ولقى غيره من متكلّمي زمانه وكان على حداثة سنّه معروفاً بقوّة الجدل » (٤).
١ ـ حضر من علماء المجبِّرة رجل يقال له صقر. فإذا غلام أبيض الوجه زجّ
__________________
١ ـ فهرست ابن النديم الفن الأول من المقالة الخامسة ص ٢١٧ ـ ٢١٨.
٢ ـ لاحظ الجزء الثاني من كتابنا هذا ص ١٨.
٣ ـ معجم البلدان : ج ٢ ص ٩٦ ـ ٩٧ طبع التراث العربي.
٤ ـ المنية والأمل : ص ٤٥.