الذات أي عدم العلم والقدرة المغايرين لها.
وهذا هو البحث المهمّ في المقام ، فنقول : إنّ لهم في تبيين كيفيّة الحمل آراء مختلفة بين صحيح وزائف وإليك الاشارة إلى عناوين مذاهبهم إلى أن نأخذ بالتّفصيل.
أ ـ مذهب أبي الهذيل : إنّه عالم بعلم هو هو.
ب ـ مذهب أبي عليّ الجبّائي : إنّه يستحقُّ هذه الصفات الأربع الّتي هي كونه قادراً ، عالماً ، حيّاً ، موجوداً لذاته.
ج ـ مذهب أبي هاشم : إنّه يستحقّها لما هو عليه في ذاته (١).
هذه هي مذاهبهم الثلاثة في تبيين كيفيّة الحمل ، وقد حاق بها الابهام ، وإليك التوضيح :
توضيح مذهب أبي الهذيل
إنّ أبا الهذيل من كبار رجال الاعتزال وأحد شيوخ مدرسة البصرة ، توفّي سنة ٢٣٥ هـ ، ويعتبر أوّل من نظم قواعد الاعتزال ووضع اُصوله ، ولكنّ الزّمان عبث بكتبه ، ولأجل ذلك طرأ على مذهبه الابهام حتّى إنّ القاضي عبدالجبّار أرجعه إلى مذهب أبي عليّ الجبّائي وقال : « أراد أبو الهذيل ما ذكره الشيخ أبو عليّ إلاّ أنّه لم تتلخّص له العبارة » (٢).
لكن ما نقل عنه حول مذهبه في علم الباري يدفعنا إلى القول بأنّ مذهبه في باب الصفات يغاير مختار الجبّائي وإليك هذه الكلمات :
قال الشيخ الأشعري : « والفرقة الهذيليّة يزعمون أنّ لله علماً هو هو ، وقدرة هي هو ، وحياة هي هو ، وسمعاً هو هو ، وكذلك قالوا في سائر صفات الذات » (٣).
__________________
١ ـ شرح الاُصول الخمسة : ص ١٨٢.
٢ ـ المصدر نفسه : ص ١٨٣.
٣ ـ مقالات الاسلاميين : ص ١٧٩.