٢ ـ وقال سبحانه : ( وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأ ) ( النساء / ٩٢ ).
٣ ـ وقال سبحانه : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة ) ( الأحزاب / ٣٦ ) إلى غير ذلك من الآيات.
والعجب من القاضي كيف غفل عن الآيات الّتي ذكر فيها متعلّق الإيمان ، ومعه لا يمكن حمله إلاّ على أنّه بمعنى الاذعان. قال سبحانه : ( وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر ) ( النساء / ٣٩ ).
و قال سبحانه : ( والّذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرّقوا بين أحد منهم ) ( النساء / ٢٥١ )
وقال سبحانه : ( فأمّا الّذين آمنوا بالله واعتصموا به ) ( النساء / ١٧٥ ).
إلى غير ذلك من الآيات الّتي لا تبقي شكّاً في أنّ الإيمان بمعنى الاذعان مطلقاً ، وفي المقام بمعنى الإيمان بالله واليوم الآخر ورسوله.
وأمّا ما ذكر من أنّه سبحانه لم يذكر اسم المؤمن إلاّ وقد قرن إليه المدح والتّعظيم منقوض بقوله سبحانه : ( ومن يؤمن بالله ويعمل صالحاً يكفّر عنه سيّئاته ) ( التغابن / ٩ ).
وقال سبحانه : ( الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن ) ( الأنعام / ٨٢ ) والظّاهر أنّ القيد « ولم يلبسوا إيمانهم بظلم » احترازيّ لا توضيحيّ.
أضف إليه أنّ الإيمان ذو درجات ومراتب ، فالمدح المطلق للدّرجة العليا والمدح النّسبي للدرجات التالية لها.
ثمّ إنّ تقسيم النّاس إلى قسمين : من يستحقّ الثّواب ، ومن يستحقّ العقاب ، لا يصدقه القرآن ، بل هناك قسم ثالث وهو عبارة عمّن يستحقّ كلا الأمرين. قال سبحانه : ( وآخرون ( من الأعراب ) اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيّئاً عسى الله أن يتوب عليهم إنّ الله غفور رحيم ) ( التوبة / ١٠٢ ) فلأجل كونه ذا عمل