وفي ذلك يقول صفوان الأنصاري مخاطباً لبشّار :
كأنّك غضبان على
الدّين كلّه |
|
وطالب دخل لا يبيت
على حقد |
رجعت إلى الأمصار من بعد واصل |
|
وكنت شريراً في التّهائم والنّجد (١) |
ومن مظاهر دعمهم لأُصول العقائد الإسلاميّة ومكافحة التّجسيم والتّشبيه هو أنّ واصل بن عطاء بعث تلاميذه إلى الأطراف والأكناف لتبليغ رسالة التّنزيه ورفض التّشبيه ، وقد أتينا بأسماء المبعوثين في ترجمته (٢).
وروى عمر الباهلي أنّه قرأ الجزء الأوّل من كتاب « الألف مسألة في الردّ على المانويّة » لواصل ، كان فيها نيّف وثلاثون مسألة ، وهو الّذي أوفد حفص بن سالم إلى خراسان ، فناظر جهم بن صفوان وقطعه وجعله يرجع إلى القول الحقّ. وعلى ذلك درج أصحاب واصل وتلاميذه من بعده (٣).
وتبع واصلاً وعمرو بن عبيد ، أبو الهذيل العلاّف وقد قرأت في ترجمته بعض مناظراته.
ولا تنس ما ذكرناه في ترجمة « معمر بن عباد » وقد بعثه الرّشيد إلى مناظرة السمنى ، وهو يدلّ على أنّ المعتزلة كانوا هم المتحمّسين للمناظرة بين أهل السنّة ، وأمّا غيرهم فلا يملكون في مقام المناظرة سوى القول بأنّ البحث حرام.
هذا هو القاضي عبد الجبّار قد قام في وجوه الملحدين والشاكّين في إعجاز القرآن ، فألّف كتابه « تنزيه القرآن عن المطاعن » وكتاباً آخر في نبوّة النّبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم أسماه « تثبيت دلائل نبوّة سيّدنا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم » قال محقّق كتاب « شرح الأُصول الخمسة » بأنّه أعدّه للطّبع.
__________________
١ ـ البيان والتبيين : ج ١، ص ٢٥.
٢ ـ المنية والامل : ص ٢٠، ط توماارنلد.
٣ ـ المنية والامل : ص ٢١.