نعم هناك مسائل اختلف الداعيان فيها ، ولا يعدّ الاختلاف فيها جذريّاً ، ونحن نشير إلى قسم منها :
نقل البياضي في « إشارات المرام » أنّ المختار لدى الماتريديّة هو المغايرة ، ولدى الأشعري هو الوحدة.
والظّاهر كون الاختلاف لفظياً ، والمراد هو الوحدة في عالم العين والتحقّق ، والمغايرة في عالم التصور والذهن (١).
٢ ـ البقاء هو الوجود المستمر أو وصف زائد؟
البقاء لدى الماتريدي نفس الوجود المستمرّ وليس شيئاً زائداً على وجود الذات في الزمان الثّاني ، خلافاً للأشعري حيث إنّ البقاء عنده صفة زائدة على الذّات مثل سائر الصفات حتّى في البارئ عزّ اسمه (٢).
يلاحَظ عليه : أنّ البقاء وصف انتزاعيّ من استمرار وجود الشيء الزّماني : وليست له واقعيّة وراء استمراره.
وأمّا الوجود الخارج عن إطار الزّمان كالمجرّدات ، فإطلاق الباقي عليه بملاك آخر ، ليس هنا محلّ بيانه.
٣ ـ القدرة غير التكوين ، والتكوين غير المكوِّن :
وممّا اختلف فيه الدّاعيان ، هو أنّ القدرة نفس التّكوين كما عليه الأشاعرة ، أو غيره كما عليه الماتريديّة.
__________________
١ ـ اشارات المرام : ص ٥٣ و٩٤.
٢ ـ لاحظ شرح المنظومة بحث اصالة الوجود ص ١٣.