جميع كتبه ، وقد صنّف الأشعري كتباً كثيرة لتصحيح مذهب « المعتزلة » ، فإنّه كان يعتقد مذهب الاعتزال في الابتداء ، ثمّ إنّ اللّه تعالى بيّن له ضلالة « المعتزلة » فتاب عمّا اعتقد من مذاهبهم ، وصنّف كتاباً ناقضاً لما صنّف للمعتزلة. وقد أخذ علمه أصحاب الشافعي بما استقرّ عليه « أبو الحسن الأشعري » وقد صنّف أصحاب الشافعي كتباً كثيرة على وفق ما ذهب إليه الأشعري إلاّ أنّ أصحابنا من أهل السنّة والجماعة خطّأوا أبا الحسن في بعض المسائل مثل قوله : « التكوين والمكوّن واحد » ونحوه على ما نبيّن في خلال المسائل إن شاءالله فمن وقف على المسائل الّتي أخطأ فيها أبوالحسن الأشعري ، وعرف خطأه ، فلا بأس بالنّظر في كتبه وإمساكها ، وقد أمسك كتبه كثير من أصحابنا ونظروا فيها ، الّذين هم رؤساء أهل السنّة والجماعة.
وقد صنّف أبومحمّد عبدالله بن سعيد بن كلاب القطّان (١) ، كتباً كثيرة في هذا النّوع من العلم وهو أقدم من أبي الحسن الأشعري ، فلم يقع في يدي شيء من كتبه ، وعامّة أقاويله توافق أقاويل أهل السنّة والجماعة إلاّ مسائل قلائل لاتبلغ عشرة مسائل ، فإنّه خالف فيها أهل السنّة والجماعة ، وقد أخطأ فيها على ما نبيّن في خلال المسائل إن شاء الله تعالى فلا بأس من إمساك كتبه ، والنظر فيها لمن وقف على ما أخطأ من المسائل.
وقد وجدت للشيخ الامام الزاهد « أبي منصور الماتريدي السمرقندي » كتاباً في علم التوحيد على مذهب أهل السنّة والجماعة ، وكان من رؤساء أهل السنّة والجماعة (٢).
وهذا يعرب عن عكوفه على دراسة الكتب للفرق الكلاميّة وعرضها على الاُصول الّتي تلقّاها أنّها اُصول السنّة والجماعة.
تلاميذه :
قد تلقّى عنه عدّة من أكابر علماء الحنفيّة أشهرهم نجم الدين عمر بن محمّد
__________________
١ ـ توفي عبد الله بن سعيد عام ٢٤٥ هـ .
٢ ـ اُصول الدين ١ ـ ٣ وقد عرفت ذيل كلامه في ما سبق.