وقال في مسألة أنّ البعث حق : « وقد روى لنا الشيخ الامام محمد بن الحسين بن عبد الكريم حديثاً متّصلاً إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم » (١).
ولم يكتف في تلقّي العلم بوالده ، ويظهر من موضع من كتابه أنّه أخذ العلم عن غير واحد من أعلام عصره ، ومنهم أبوالخطّاب. قال في مسألة (٧٥) : هكذا سمعت الشيخ أبا الخطّاب (٢).
ثقافته :
ينتسب البزدوي إلى مدرسة الإمام أبي حنيفة ، وهو يعترف بالصّراحة بانتمائه إلى المذهب الحنفي ، كما ينتسب في العقيدة إلى مدرسة الماتريدي ، وهو اُستاذ جدّ أبيه « عبد الكريم » (٣) الّذي تلقّى العلوم بدوره عن الماتريدي.
ويظهر من مقدّمة كتاب اُصول الدّين أنّه قرأ أكثر الكتب المؤلّفة في ذلك العصر في الفلسفة والكلام ، لا سيّما للمعتزلة والأشاعرة. قال : « نظرت في الكتب الّتي صنّفها المتقدّمون في علم التوحيد فوجدت بعضها للفلاسفة مثل « إسحاق الكندي » و « الاسفزاري » وأمثالهما ، وذلك كلّه خارج عن الطريق المستقيم ، زائغ عن الدّين القويم.
ووجدت أيضاً تصانيف كثيرة في هذا الفن من العلم « للمعتزلة » مثل « عبد الجبّار الرازي » و « الجبّائي » و « الكعبي » و « النظّام » وغيرهم.
وكذلك « المجسّمة » صنّفوا كتباً في هذا الفنّ مثل « محمّد بن هيصم » وأمثاله ، ولا يحلّ النّظر في تلك الكتب ، وقد وجدت لأبي الحسن الأشعري كتباً وغيره ( غيرها ظ ) في هذا الفنّ من العلم ، وهي قريب من مائتي كتاب ، والموجز الكبير يأتي على عامّة ما في
__________________
١ ـ اُصول الدين ص ١٥٦.
٢ ـ اُصول الدين ص ٢٨.
٣ ـ نسبه هكذا : محمد بن محمد بن الحسين بن عبد الكريم.