والله أعلم » (١).
وقال ابن عساكر في تاريخه : « قال عثمان بن إبراهيم بن حاطب : أوّل من تكلّم في الإرجاء هو الحسن بن محمّد. كنت حاضراً يوم تكلّم ، وكنت مع عمّي في حلقته ، وكان في الحلقة جحدب وقوم معه. فتكلّموا في عليّ وعثمان وطلحة والزبير ، فأكثروا ، والحسن ساكت ، ثمّ تكلّم فقال : قد سمعت مقالكم. أرى أن يرجأ عليّ وعثمان وطلحة والزبير فلا يتولّى ولايتبرّأ منهم. ثمّ قال : فقمنا ، فقال لي عمر : يا بنيّ ليتخذنّ هؤلاء هذا الكلام إماماً. فبلغ أباه محمّد بن الحنفيّة ما قال ، فضربه بعصا فشجّه وقال : ألاّ تتولّى أباك عليّاً. ودخل ميسرة عليه فلامه على الكتاب الّذي وضعه في الإرجاء ، فقال : لوددت أنّي كنت مِتّ ولم أكتبه » (٢).
وقال ابن حجر في ( تهذيب التهذيب ) في ترجمة الحسن ما هذا خلاصته :
« قال ابن حبان : كان الحسن من علماء الناس بالاختلاف وقال سلام بن أبي مطيع عن أيّوب : أنّا أتبرّأ من الإرجاء. إنّ أوّل من تكلّم فيه رجل من أهل المدينة يقال له الحسن بن محمّد. وقال عطاء بن السائب عن زاذان وميسرة أنّهما دخلا على الحسن بن محمّد فلاماه على الكتاب الّذي وضعه في الإرجاء ، فقال لزاذان : يا أبا عمرو لوددت أنّي كنت مِتُّ ولم أكتبه. قلت ( ابن حجر ) : المراد بالإرجاء الّذي تكلّم الحسن بن محمّد فيه ، غير الارجاء الّذي يعيبه أهل السنّة المتعلّق بالايمان ، وذلك أنّي وقفت على كتاب الحسن بن محمّد المذكور ، أخرجه ابن أبي عمر العدني في كتاب الايمان له في آخره قال : حدّثنا إبراهيم بن عيينة عن عبد الواحد بن أعين قال : كان الحسن بن محمّد يأمرني أن أقرأ هذا الكتاب على النّاس : أما بعد ، فإنا نوصيكم بتقوى الله. فذكر كلاماً في الموعظة والوصيّة لكتاب الله واتّباع ما فيه وذكر اعتقاده ـ ثمّ قال في آخره : ونوالي أبا بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ ونجاهد فيهما ، لأنّهما لم تقاتل عليهما الأمّة ولم نشكّ في أمرهما ، ونرجئ من
__________________
١ ـ البداية والنهاية ج ٩ ص ١٤٠.
٢ ـ تاريخ ابن عساكر ج ٤ ص ٢٤٦ طبع دمشق ١٣٣٢ هـ .