رسوله ، ويقرّ بالطّاعة ، ويعرف إمام زمانه ، فإذا فعل ذلك فهو مؤمن (١).
ومثله غيره.
وأمّا زيادة الايمان ونقصانه ، فالظّاهر من المتكلّمين أنّ الإيمان لو كان هو التّصديق فلا يزيد ولا ينقص، بخلاف ما لو جعلنا العمل جزءاً منه فهو يزيد وينقص بزيادته ونقصانه.
والتّحقيق ـ كما سيأتي ـ خلافه ، فهو على كلا القولين يزيد وينقص، لأنّ التصديق ذو مراتب ، والتسليم مثله ذو درجات ، وليس تسليم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لله ، ولأحكامه ، ولفروضه ، ولسننه ، أو معرفتهم ، وإذعانهم كتسليم ومعرفة سائر الناس ، ومن أنكر ذلك فإنّما ينكره بلسانه ولكن قلبه مطمئنّ ببطلانه.
احتجّ القائل بأنّ العمل جزء من الإيمان بآيات :
١ ـ قوله سبحانه : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيماناً مَعَ إِيْمَانِهِمْ ) ( الفتح / ٤ ). ولو كانت حقيقة الايمان هي التّصديق ، لما قبل الزيادة والنقيصة ، لأنّ التصديق أمره دائر بين الوجود والعدم. وهذا بخلاف ما لو كان العمل جزءاً من الايمان. فعندئذ يزيد وينقص حسب زيادة العمل ونقيصته. والزيادة لا تكون إلاّ في كمّية عدد لا في ما سواه ، ولا عدد للاعتقاد ولا كمّية له (٢).
يلاحظ عليه : أنّ الايمان بمعنى الإذعان أمر مقول بالتّشكيك. فلليقين مراتب ، فيقين الإنسان بأنّ الإثنين نصف الأربع ، يفارق يقينه في الشدّة والظهور ، بأنّ نور القمر مستفاد من الشّمس ، كما أنّ يقينه الثاني ، يختلف عن يقينه بأنّ كلّ ممكن فهو زوج
__________________
١ ـ البحار ( ج ٦٦ : ص ١٦ ) كتاب الايمان والكفر نقلاً عن ( معاني الاخبار ).
٢ ـ الفصل ج ٣ ص ١٩٤.