قالوا : والذي يدلّ على أنها عوض أنهم لا يجمعون بينها وبين الفعل ، لئلا يجمع بين العوض والمعوّض منه.
العاشر : قال أبو حيان في (شرح التسهيل) : لا يجوز أن يجمع بين (إذا) الفجائية و (الفاء الرابطة) للجواب نحو : إن تقم فإذا زيد قائم ، لأنها عوض منها ، فلا يجتمعان.
الحادي عشر : قال في (البسيط) : تصحب اللام اسم الإشارة ، فيقال : ذلك وهي عوض من حرف التنبيه للدلالة على تحقّق المشار إليه ، ولذلك لا يجوز الجمع بينهما فيقال : هذا لك ، لئلا يجمع بين العوض والمعوّض منه ، بخلاف الكاف فإنه يجوز الجمع بينهما لعدم العوض.
الثاني عشر : قال الزمخشري في (الأحاجي) (١) : نحو قولهم : سنون وقلون وأرضون وحرون ـ جمع حرة ـ جعلوا الجمع بالواو والنون عوضا من المحذوف فيها من لام أو حرف تأنيث.
وقال في (البسيط) : (سنة) حذف لامها وجعل جمعها بالواو والنون عوضا من عود لامها ، فيقال (سنون) ، فإذا جمعت على سنوات ، عادت اللام لأنه قياس جمعها وليس عوضا ، وأما (قلة) فتجمع على قلون وقلات ، ولا تعود لامها في الجمعين لأن علامتها كالعوض من لامها بخلاف جمعها على قلى ، وكذا (هنة) تجمع على هنوات ، ولا تعود اللام لأن الألف والتاء صارا كالعوض ، وكذا (فئة وفئات ، وشية وشيات ، ورئة ورئون ، ورئات ، ومئة ومئون ومئات) ، ونحو ذلك.
وقال ابن فلاح (في المغني) : سمعت ألفاظا مجموعة جمع التصحيح جبرا لها لما دخلها من الوهن بحذف لام أو تاء تأنيث أو إدغام قالوا : سنة وسنون ، وقلة وقلون ، وبرة وبرون ، وثبة وثبون ، وكرة وكرون ، ورئة ورئون ، ومئة ومئون ، وأرض وأرضون ، وحرة وحرون ، وهذا يتوقّف على السماع لا مجال للقياس فيه. وقد غيروا بنية بعضه إشعارا بعدم أصالته في هذا الجمع فكسروا أول (سنين) ، وكسروا وضمّوا أول (ثبين وكرين). وقيل : إن جمعها ليس عوضا عن تاء التأنيث بل لأنها عندهم جارية مجرى من يعقل ، وقد كثر التعويض من محذوف اللام لقوة طلب الكلمة للامها الذي هو من سنخها ، ولم يوجد التعويض في محذوف التاء إلا في (أرض) ليكون الزائد في قوة الأصلي في المراعاة والطلب ، انتهى.
__________________
(١) انظر الأحاجي النحوية (١٠١).