حرف الخاء
خلع الأدلة
هكذا ترجم على هذا الأصل ابن جنّي في (الخصائص) وقال (١) : من ذلك ما حكاه يونس من قول العرب : ضرب من منا ، أي : إنسان إنسانا ، ورجل رجلا ، ألا تراه كيف جرد (من) من الاستفهام ، ولذلك أعربها. ونحوه قولهم في الخبر : مررت برجل أيّ رجل ، فجرد أيّا من الاستفهام أيضا ، وعليه بيت الكتاب [البسيط]
١٥٨ ـ [حتى كأنّ لم يكن إلّا تذكّره] |
|
والدّهر أيّتما حال دهاهير |
أي : والدهر في كل وقت وعلى كل حال دهارير ، أي متلوّن ومتقلّب بأهله ، وأنشدنا أبو علي : [الطويل]
١٥٩ ـ ألا هيّما مما لقيت ، وهيّما |
|
وويحا لما لم ألق منهنّ ويحما |
وأسماء ما أسماء ليلة أدلجت |
|
إليّ وأصحابي بأيّ وأينما |
قال (٤) : فجرد (أي) من الاستفهام ، ومنعها الصرف ، لما فيها من التعريف والتأنيث ، وذلك أنه وضعها علما على الجهة التي حلتها ، فأما قوله : وأينما فكذلك أيضا ، غير أن لك في أينما وجهين :
أحدهما : أن تكون الفتحة هي التي في موضع جرّ ما لا ينصرف ، لأنه جعله علما للبقعة أيضا ، فاجتمع فيه التعريف والتأنيث ، وجعل (ما) زائدة بعدها للتأكيد.
__________________
(١) انظر الخصائص (٢ / ١٧٩).
١٥٨ ـ الشاهد لحريث بن جبلة العذري في شرح أبيات سيبويه (١ / ٣٦٠) ، وله أو لعثير بن لبيد العذري في لسان العرب (دهر) ، وبلا نسبة في الكتاب (١ / ٢٩٦) ، ومجالس ثعلب (١ / ٢٦٦) ، والخصائص (٢ / ١٧١) ، وسمط اللآلي (ص ٨٠٠) ، وجمهرة اللغة (ص ٦٤١).
١٥٩ ـ الشاهد لحميد الأرقط في لسان العرب (هيا) ولحميد بن ثور في ديوانه (ص ٧) ، ولسان العرب (ويح) ، و (ثور) ، وتاج العروس (ويح) ، وبلا نسبة في كتاب العين (٣ / ٣١٩).
(٢) انظر الخصائص (١ / ١٣٠).