١٦٣ ـ ألا يا سنا برق على قلل الحمى |
|
لهنّك من برق عليّ كريم |
ومن ذلك واو العطف فيها معنيان : العطف ومعنى الجمع ، فإذا وضعت موضع (مع) خلصت للاجتماع وخلعت عنها دلالة العطف نحو قولهم : استوى الماء والخشبة ، وجاء البرد والطيالسة (٢).
ومن ذلك فاء العطف فيها معنيان : العطف والإتباع ، فإذا استعملت في جواب الشرط خلعت عنها دلالة العطف وخلصت للإتباع نحو : إن تقم فأنا أقوم.
ومن ذلك همزة الخطاب في : هاء يا رجل ، وهاء يا امرأة كقولك : هاك وهاك ، فإذا ألحقتها الكاف جردتها من الخطاب لأنه يصير بعدها في الكاف ، وتفتح هي أبدا وهو قولك : هاءك وهاءك وهاءكما وهاءكم.
ومن ذلك (يا) في النداء تكون تنبيها ونداء في نحو يا زيد ويا عبد الله وقد تجرد من النداء للتنبيه البتة نحو قول الله تعالى : ألا يا اسجدوا [النمل : ٣٥] كأنه قال : ألا ها اسجدوا.
وقول أبي العباس أنه أراد ألا يا هؤلاء اسجدوا ، مردود عندنا ، وكذلك قول العجاج : [الرجز]
١٦٤ ـ يا دار سلمى يا اسلمي ثم اسلمي
إنما هو كقولك : ها اسلمي ، وكذلك قولهم : هلمّ ، في التنبيه على الأمر ، هذا خلاصة ما ذكره ابن جنّي في هذا الأصل وقال شيخه أبو علي في التذكرة.
وقال أبو البقاء في (التبيين) (٤) : أصل كان وأخواتها أن تكون دالّة على الحدث ثم خلعت دلالتها عليه ، وبقيت دلالتها على الزمان.
__________________
١٦٣ ـ الشاهد لمحمد بن سلمة في لسان العرب (قذى) ، ولرجل من بني نمير في خزانة الأدب (١٠ / ٣٣٨) ، وبلا نسبة في أمالي الزجاجي (ص ٢٥٠) ، والجنى الداني (ص ١٢٩) ، وجواهر الأدب (ص ٨٣) ، والخصائص (١ / ٣١٥) ، والدرر (٢ / ١٩١) ، وديوان المعاني (٢ / ١٩٢) ، ورصف المباني (ص ٤٤) ، وسرّ صناعة الإعراب (١ / ٣٧١) ، وشرح شواهد المغني (٢ / ٦٠٢) ، وشرح المفصّل (٨ / ٦٣) ، والممتع في التصريف (١ / ٣٩٨) ، وهمع الهوامع (١ / ١٤١).
(١) انظر معجم مقاييس اللغة (٣ / ٤١٩) ، والمعرب (٢٧٥).
١٦٤ ـ الرجز للعجاج في ديوانه (١ / ٤٤٢) ، والإنصاف (١ / ١٠٢) ، وجمهرة اللغة (ص ٢٠٤) ، والخصائص (٢ / ١٩٦) ، واللسان (سمسم) ، وتاج العروس (سمم) ، ولرؤبة في ملحق ديوانه (ص ١٨٣) ، وبلا نسبة في الخصائص (٢ / ٢٧٩) ، ولسان العرب (علم).
(٢) انظر مسائل خلافية في النحو (٧١).