ـ السابعة : إذا توسّع في واحد لم يتوسّع فيه نفسه مرة أخرى ؛ مثال ذلك : أن يتوسع فتضيف إليه ثم تنصبه نفسه نصب المفعول به توسعا ، وهل يجوز أن يتوسّع في الفعل أكثر من واحد بأن يتوسع معه في الظرف ثم يتوسع في المصدر؟ إن قلنا : يتوسع في اللفظ لم يبعد ، أو في المعنى فيبعد ؛ لأنه لا يوضع شيئان بدل شيء واحد. وذهب بعضهم إلى أنه لا يتوسّع في شيء من الأفعال إلا إذا حذف المفعول الصريح إن كان التوسع في المعنى ، وإن كان توسعا في اللفظ جاز مطلقا نحو :
يا سارق الليلة أهل الدار (١)
وسببه أن التوسع في المعنى يجعل المتوسع فيه واقعا به المعنى ، ولا يكون معنى واحد في محلين من غير عطف ولا ما يجري مجراه.
اجتماع الأمثال مكروه
ولذلك يفرّ منه إلى القلب أو الحذف أو الفصل.
فمن الأول : قالوا في دهدهت الحجر : دهديت ، قلبوا الهاء الأخيرة ياء كراهة اجتماع الأمثال ، وكذلك قولهم في : حاحا زيد ، حيحي زيد ، قلبوا الألف ياء لذلك ، وقال الخليل : أصل مهما الشرطية ، ماما ، قلبوا الألف الأولى هاء لاستقباح التكرير (٢).
وقالوا في النسب إلى نحو شج وعم : شجويّ وعمويّ ، بقلب الياء واوا كراهة لذلك. وكذا قالوا في نحو حيّ : حيوي ، وفي نحو : تحية تحويّ لذلك ، وهنيهة أصلها : هنية فأبدلت الهاء من الياء كراهة لاجتماع الأمثال (٣). والحيوان من مضاعف الياء وأصله : حييان ، قلبت الياء الثانية واوا وإن كان الواو أثقل منها كراهة اجتماع الأمثال ، وكذا دينار وديباج وقيراط وديماس وديوان أصلها : دنّار ودبّاج ودوّان ، قلب أحد حرفي التضعيف ياء لذلك. ولبّى أصله لبب ، قلبت الباء الثانية التي هي اللّام ياء هربا من التضعيف فصار لبّى ، ثم أبدلت الياء ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها فصار لبّى. ونحو حمراء وصفراء تقلب منه الهمزة في التثنية واوا.
قال الشلوبين : وسببه اجتماع الأمثال ، فإن هناك ألفين وبينهما همزة والهمزة
__________________
(١) مرّ الشاهد رقم (٤).
(٢) انظر الكتاب (٣ / ٦٨).
(٣) انظر الكتاب (٣ / ٥٠٥).