وقال ابن يعيش أيضا (١) : قد جعل بعضهم اسم الإشارة من الأسماء الظاهرة وهو القياس إذ لا تفتقر إلى تقدم ظاهر فتكون كناية عنه ولأنه غلب عليه أحكام الأسماء الظاهرة نحو وصفه ، والوصف به ، وتثنيته ، وتحقيره ، وقد أشكل أمره على قوم فجعلوه قسما ثالثا بين الأسماء الظاهرة والمضمرة ، لأن له شبها بالظاهرة وشبها بالمضمرة فمن حيث كانت مبنية ولم يفارقها تعريف الإشارة كانت كالمضمرة ، ومن حيث صغّرت ووصفت ووصف بها كانت كالظاهرة.
وقال الأندلسي : بعض النحاة يقول : أنواع المعارف ثلاثة : ظاهر ، ومضمر ، وبينهما ، وهو المبهم.
الباب الخامس : باب الوقف والوصل
قال ابن جنّي (٢) : ومن ذلك قوله : [الوافر]
٢٢٢ ـ له زجل كأنّه صوت حاد |
|
[إذا طلب الوسيقة أو زمير] |
فحذف الواو من (كأنه) لا على حد الوقف ولا على حد الوصل أما الوقف فيقضي بالسكون : كأنه ، وأما الوصل فيقضي بالمطل وتمكن الواو : كأنهو ، فقوله : كأنه منزلة بين الوصل والوقف ، وكذلك قوله : [الرجز]
٢٢٣ ـ يا مرحباه بحمار ناجيه |
|
إذا أتى قرّبته للسّانيه |
فثبات الهاء في (مرحبا) ليس على حد الوقف ولا على حد الوصل ، أما الوقف فيؤذن بأنها ساكنة : يا مرحباه ، وأما الوصل فيؤذن بحذفها أصلا : يا مرحبا بحمار ناجيه ، فثباتها في الوصل متحركة منزلة بين المنزلتين ، وكذلك قوله : [الرجز]
٢٢٤ ـ ببازل وجناء أو عيهلّ
__________________
(١) انظر شرح المفصّل (٣ / ١٢٦).
(١) انظر شرح المفصّل (٣ / ١٢٦).
٢٢٢ ـ الشاهد للشماخ في ديوانه (ص ١٥٥) ، والخصائص (١ / ٣٧١) ، والكتاب (١ / ٥٩) ، والدرر (١ / ١٨١) ، وشرح أبيات سيبويه (١ / ٤٣٧) ، ولسان العرب (ها) ، وبلا نسبة في خزانة الأدب (٢ / ٣٨٨) ، ولسان العرب (زجل) ، والمقتضب (١ / ٢٦٧) ، وهمع الهوامع (١ / ٥٩).
٢٢٣ ـ الشاهد بلا نسبة في خزانة الأدب (٢ / ٣٨٨) ، والخصائص (٢ / ٣٥٨) ، والدرر (٦ / ٢٤٨) ، ورصف المباني (ص ٤٠٠) ، والمنصف (٣ / ١٤٢) ، وهمع الهوامع (٢ / ١٥٧) ، وتهذيب اللغة (١٣ / ٧٦) ، ولسان العرب (سنا) ، وتاج العروس (سنى).
٢٢٤ ـ الرجز لمنظور بن مرثد في خزانة الأدب (٦ / ١٣٥) ، وشرح أبيات سيبويه (٢ / ٣٧٦) ، وشرح شواهد الإيضاح (ص ٢٧٦) ، وشرح شواهد الشافية (ص ٢٤٦) ، ولسان العرب (عهل) ، ونوادر أبي زيد (ص ٥٣) ، وبلا نسبة في جواهر الأدب (ص ٩٤) ، وخزانة الأدب (٤ / ٤٩٤) ، والكتاب ـ