التاسع : ذو بمعنى صاحب ، أصله عند الخليل ذوو ، بوزن فعل (١) ، وعند ابن كيسان ذوو بالفتح فحذف إحدى الواوين ، قال أبو حيان : وفي المحذوف قولان أحدهما : الثانية وهي اللام وعليه أهل الأندلس وهو الظاهر ، والثاني : الأولى وهي العين وعليه أهل قرطبة.
العاشر : قال الشمس بن الصائغ في قوله : [المديد]
٢٦ ـ أيّها السّائل عنهم وعني |
|
لست من قيس ولا قيس مني |
الذي ذكروه أن المحذوف من (منّي) و (عنّي) نون الوقاية ، ويحتمل أن تكون باقية ونون من وعن هي المحذوفة ، إلا أن يقال : إن الحروف بعيدة عن الحذف منها.
الحادي عشر : ذا المشار بها عند البصريين ثلاثية الوضع (٣) ، وألفها منقلبة عن ياء عند الأكثرين وعن واو عند آخرين ، ولامها عن ياء باتفاق ، وجزموا بأن المحذوف اللام ولم يحكوا فيه خلافا ، ثم رأيت الخلاف فيه محكيّا في (البسيط) : قال أكثر النحاة على أن المحذوف لامه ، لأنها طرف فهي أحقّ بالحذف قياسا على الإعلال. ولأن حذف اللام أكثر من حذف العين فتعليق الحكم بالأعمّ أولى. ومنهم من قال : المحذوف عينه والموجود لامه ؛ لأن العين ساكنة والساكن أضعف من المتحرّك فهو أحقّ بالحذف ، ولأنه لو كان المحذوف لامه لعدمت علّة قلب الياء ألفا ، لأن العين تكون ساكنة فلا توجد فيها علّة القلب ، وأما اللام فمتحركة ، فإذا حذفت العين وجدت علّة الإعلال وهو تحرّك حرف العلّة وانفتاح ما قبله.
الثاني عشر : قال بدر الدين بن مالك في قوله تعالى : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ) [الواقعة : ٨٨ ـ ٨٩] : إنّ أصل الفاء داخلة على (إن كان) وأخّرت للزوم الفصل بين أمّا والفاء ، فالتقى فاء إن فاء أما ، وفاء جواب (إن) ، فحذفت الثانية حملا على أكثر الحذفين نظائر.
الثالث عشر : إذا صغّرت كساء قلت كسيي ، وقد اجتمع فيه ثلاث ياءات : ياء
__________________
(١) انظر الكتاب (٣ / ٢٩٢).
٢٦ ـ الشاهد بلا نسبة في أوضح المسالك (١ / ١١٨) ، وتخليص الشواهد (ص ١٠٦) ، والجنى الداني (ص ١٥١) ، وجواهر الأدب (١٥٢) ، وخزانة الأدب (٥ / ٣٨٠) ، ورصف المباني (ص ٣٦١) ، والدرر (١ / ٢١٠) ، وشرح الأشموني (١ / ٥٦) ، وشرح التصريح (١ / ١١٢) ، وشرح ابن عقيل (ص ٦٣) ، وشرح المفصّل (٣ / ١٢٥) ، والمقاصد النحوية (١ / ٣٥٢) ، وهمع الهوامع (١ / ٦٤).
(٢) انظر الإنصاف المسألة (٩٥).