الفقه فلا أقول ذلك فيه بل شيخي فيه أوسع نظرا ، وأطول باعا ، ودون هذه السبعة في المعرفة أصول الفقه والجدل والتصريف ، ودونها الفرائض والإنشاء والترسّل» (١).
وقد أدلى السيوطي بدلوه في علم البديع والمحسّنات ، وسابق أهل الفصاحة والبيان فكتب المقامات الأدبية ، والطبية وغيرها ، وهي كثيرة إذ بلغت بعد التحقيق / مقامة (٢) ، وقد سيطرت الروح العلمية على كثير من مقاماته فهي مملوءة بالنصوص المنقولة والفوائد العلمية ، وكثيرا ما صوّر في هذه المقامات حالة عصره وما عاناه من خصومه وحسّاده وذلك بأسلوب سهل ، وعبارة واضحة بعيدا عن الغموض والتعقيد.
وله إلى جانب ذلك «شعر كثير أكثره متوسّط وجيّده كثير ، وغالبه في الفوائد العلمية والأحكام الشرعية» (٣).
وله ديوان شعر اسمه : «حديقة الأريب وطريقة الأديب».
وقد نظم السيوطي في الأغراض الشعرية المختلفة فله في المديح والرثاء والمديح النبوي والإخوانيات والأحداث العامة ، غير أن له باع طويل في نظم العلوم والفنون ، والفوائد العلمية والأحكام الشرعية.
بعد أن أخذ السيوطي العلم على علماء بلده ، شرع في الرحلة في طلب العلم كعادة العلماء ، وكانت أولى رحلاته إلى الحجاز لأداء فريضة الحج ، وقد جمع فوائد هذه الرحلة وما وقع فيها وما ألّفه أو طالعه أو نظمه وما أخذه عن شيوخ الرواية في تأليف سمّاه (النحلة الركية في الرحلة المكية) ، وفي طريقه إلى مكة اختتم مختصره على ألفية العراقي في المصطلح. وعند وصوله إلى مكة ألّف كرّاسا سمّاه (النفحة المسكية والتحفة المكية).
ولما رجع إلى مصر ابتدأ رحلة أخرى إلى دمياط والإسكندرية والفيوم والمحلّة استمرت نحوا من ثلاثة أشهر ، وقد جمع فوائد هذه الرحلة في مؤلّف سمّاه (الاغتباط في الرحلة إلى الإسكندرية ودمياط).
__________________
(١) التحدث بنعمة الله (ص ٢٠٣).
(٢) انظر شرح مقامات السيوطي (ص ١٤٣) سمير الدروبي.
(٣) الكواكب السائرة (٢ / ٢٢٧).