وغيرهم. وروى القليل ؛ لأنّه توفي شابا. سمع منه الشريف علي الزّيدي ببغداد ، وعليّ بن الحسين بن أبي عيسى بمكة ، وعبد الملك بن أبي الغنائم البرداني بالمدينة شرّفها الله. وروى لنا عنه عبد الملك البرداني.
قرأت على أبي عبد الله عبد الملك بن أبي محمد بن أبي الغنائم الصّوفي ، قلت له : أخبركم أبو المعالي عبد الملك بن روح بن أحمد الحديثي قراءة عليه وأنت تسمع بمدينة الرّسول صلوات الله عليه ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الورّاق ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن سياوش الكازروني ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجوية ، قال : حدثنا عبد الرّزّاق ، قال (١) : أخبرنا الثّوري ، قال : حدثنا الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما من أيام أحبّ إلى الله عزوجل فيهنّ العمل ، أو قال : أفضل فيهن العمل ، من أيام العشر». قيل : يا رسول الله : ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال : «ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بماله ونفسه فلا يرجع من ذلك بشيء» (٢).
توفي عبد الملك ابن الحديثي يوم الأحد رابع عشري صفر سنة سبعين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الشّرقي بقراح ظفر.
١٨٩٧ ـ عبد الملك بن يوسف بن محمد الدّجيليّ.
__________________
(١) مصنف عبد الرزاق (٨١٢١).
(٢) حديث صحيح.
أخرجه البخاري ٢ / ٢٤ (٩٦٩) من حديث شعبة عن الأعمش ، به. وأخرجه من طريق مسلم البطين : ابن أبي شيبة ٥ / ٣٤٨ ، وأحمد ١ / ٢٢٤ و ٣٣٨ و ٣٤٦ ، والدارمي (١٧٨٠) ، والترمذي (٧٥٧) ، وابن ماجة (١٧٢٧) ، وابن خزيمة (٢٨٦٥) وغيرهم. وله طرق أخرى عن ابن عباس ، فانظر تعليقنا على التحفة ٤ / ٣٦٩ والترمذي وابن ماجة.