وقاسيت أهوال البحر وأمواجه ، ومكثت عليها سبعة أيام ، ثم ضعفت عن مسكها ، فكتبت قصّتي بمدية كانت في خريطتي ، فرحم الله عبدا وقعت هذه السّاجة إليه ، فبكى لي وامتنع عن مثل حالي». قال : فعجبنا من ذلك ، وعلمنا أنّه كان في الزّمان الأوّل الماء في النّجف ، وأنّ المحن قديمة ، وأحوال الدّنيا عجيبة ، والكتابة خرش ، كأنّه في تلك الخشبة نقش.
سألت أبا القاسم بن غنج عن مولده ، فقال : في رمضان سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة.
وبلغنا أنّه توفي بالكوفة في شهر ربيع الأول سنة سبع وتسعين وخمس مئة.
٢٣٩٨ ـ عليّ (١) بن محمد بن عليّ بن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن يعيش ، أبو الحسن بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن أبي نصر.
سبط قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن محمد الدّامغاني ، وقد تقدّم ذكرنا لأبيه (٢) وجدّه (٣) وأخيه عبد الرحمن (٤).
سمع عليّ هذا من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي ، وأبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، وروى عنهم على كره منه. سمع منه قبلنا القاضي عمر القرشي
__________________
(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٧ (باريس) ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٤٩ ، والنعال في مشيخته ١٤٢ وهو الشيخ التاسع والأربعون فيها ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٨٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٥٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣٦ ، والعبر ٤ / ٣٠٤ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٣٦.
(٢) الترجمة ٣٣٣.
(٣) الترجمة ٢٣٧٢.
(٤) الترجمة ١٨٣٧.