أبو الحسن بن أبي الكرم ، يعرف بابن الأثير.
ولد بجزيرة ابن عمر ونشأ بها ، ثم صار إلى الموصل وسكنها. وسمع بها من أبي الفضل عبد الله بن أحمد ابن الطّوسي الخطيب وطبقته ، وقدم بغداد مرارا : حاجا ورسولا إلى الديوان العزيز من أمير الموصل. وسمع بها من الشيخين : أبي قاسم يعيش بن صدقة الفقيه الشافعي ، وأبي أحمد عبد الوهّاب بن عليّ الصّوفي وغيرهما. ورحل إلى الشّام والقدس وسمع هناك من جماعة ، وعاد إلى بلده ولزم بيته منقطعا إلى الاشتغال بالخير والتّوفّر على النّظر في العلم ، وعنده مجتمع أهل الفضل من أهل الموصل والواردين إليها. لقيته بها وكتبت عنه ، ونعم الرّجل رأيته.
أنشدني بمنزله بدرب درّاج بالموصل لبعضهم :
ما مرّ يوم على حرّ ولا ابتكرا |
|
إلّا رأى عبرا فيه إن اعتبرا |
ولا انقضت ساعة في الدّهر وانصرفت |
|
حتى تؤثّر في قوم لها أثرا |
سألته عن مولده ، فقال لي : ولدت بالجزيرة ، يعني جزيرة ابن عمر ، في رابع جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وخمس مئة (١).
٢٤١٢ ـ عليّ (٢) بن محمد بن عبد الله بن الحسين ابن السّكن ، أبو الحسن بن أبي سعد الحاجب ، يعرف بابن المعوّج.
__________________
خلكان في وفيات الأعيان ٣ / ٣٤٨ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٣٣٧ ، والذهبي في كتبه لا سيما في تاريخ الإسلام ١٣ / ٩٢٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٥٣ ، والصفدي في الوافي ٢٢ / ١٣٦ ، والسبكي في طبقاته الكبرى ٨ / ٢٩٩ ، وغيرهم ممن ذكرنا في تعليقنا على السير وغيره.
(١) وتوفي في شعبان سنة ٦٣٠ كما في مصادر ترجمته.
(٢) ترجمه ابن الفوطي في الملقبين بغرس الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٧٢٣ ، والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ١٣٩.